أُوركِيديا
كَاتبة؟ رُبّما.
طَالبةُ عِلمٍ تَقعَّرَ الشِعرُ في صَدرِها فأطرَبه.
أيَّها السادِرُون المخمُورون.. أيَّها اللّاهون المُتكاثرون بالأموالِ والأولاد وأعراضِ الحياة وأنتم مُفارقون.. أيَّها المخدُوعون بما أنتُم فيه عمّا يليه.. أيَّها التاركِون ما تتكاثرون فيه وتتفاخرون إلى حفرةٍ ضيّقة لا تكاثرَ فيها ولا تفاخر.. استيقظوا وانظروا.. فقد ﴿أَلهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتّى زُرتُمُ المَقابِرَ﴾
يا وَحشة الطريق ويا غُربة الدين، تضيق علينا السُبل، ونَهِيم حَيارى على وجوهنا، تتلقفنا الآلام، وتَزِلُّ بنا الأقدام، ولا نملُك مِن أمرنا غير الحزن على الأيام..
أتأمل كثيرًا في حال الشوق، فهو عندي علامةُ الحبِّ الأوثق ودليلهُ الأمتن، فهو أمارةٌ على الوَله في الغياب، ويزداد لهيبهُ إلحاحًا كلَّما نأت به الغيبة، فإنَّ المسافة مهما قَصُرت بين المحبِّين فهي اتِّساعٌ وبَرَاح بل وكلَّما زادت المسافة قُربًا زاد الشوق لهيبًا
"وأبرَحُ ما يكُونُ الشَّوقُ حينًا
إذا دَنَتِ الخِيامُ مِنَ الخِيامِ.."
ومن معانيه الافتقاد، أو نِزاع النّفسِ إلى مفتقد..
يصف -ابن حزم- الشّوق على أنه «إدمانُ الفكر» فالمشتاق بإدمان تَخيّله وتفكّره يكون قادرًا على رؤية طيف محبوبه، أو اختلاقه من شدِّة الشوق إليه فيتجسد أمامه حتى يظنُّ أنّه يراه رأي العين، فيزيد ولهه وشوقه أكثر، وهكذا دواليك حتى يهلكَ من شدة الوله، لأنّ الطيف إذ يحضر لا يحضر على تمام تطلبه إياه، لأن في تمامه زوالًا لما تتوقد به الرغبة، ولا يغيب عنه بالكلية لأن في غيابه ما يعين على نسيانه، فيكون حالًا بين الحالين، كالظامئ في الصحراء يشرب شربةً واحدة تذكِّره لذة الماء ولا يرتوي منها.
"أَما وَالَّذي لَو شاءَ لَم يَخلُقُ النَوى
لَئِن غِبتَ عَن عَيني لَما غَبتَ عَن قَلبي
يُوَهِّمُنيكَ الشَوقُ حَتّى كَأَنَّني
أَناجيكَ مِن قُربٍ وَلَم يَكُ عَن قُربِ.."
https://t.me/B9Bot?start=7089642831
جيت أُحييكم بمناسبة إن القناة أتمت سنتين وأُحيي نفسي لكوني صملت وما وأدتها
🌷
السلام عليكم.. لكم وَحشة والله
أكثر فِعل يجرح رُوح المرء ويُمزِّقها على المدى البعيد؛ أنْ يخدع نفسه.. يخدعها بادِّعاء القوة، بسراب الأمل، بالصبر فيما لا صبرَ عليه، ففي أحايينَ كثيرة عليك أن تقوى على الاعتراف بالضّعف، على التوقف قليلًا حتى لا تلجأ -بعد فوات الأوان- على الاستسلام مُرغمًا.