الأبلق
صَبَاحُ الجُمْعَةِ الغَرّاءِ زَانَا
وَبِالخَيْرَاتِ رَبّي قَدْ أتَانَا
فَفِيضُوا في الصّلاةِ عَلَى رَسُولٍ
لِخَيْرِ رِسَالَةٍ هُوَ قَدْ دَعَانَا
وَلَا تَنْسَوا مِنَ القُرْآنِ كَهْفًا
بِهَا نُوْرٌ يُضِيْء لَنَا الزّمَانَا
وذكَرتُه وسطَ السُّجودِ بِدعوةٍ
فالحبُ عندي دعوةً ودعاءُ
ومَن يذكر فؤادك في سجودٍ
يُحبك ملء أفلاكِ الفضاء
إِنْ لَمْ تَكُنْ لِيْ فِيْ الحَيَاةِ مُرَافِقَاً
فَأَنَا الذِيْ فِيْ المَوتِ قَدْ آتِي مْعَكْ
يَا مَنْ بَذَلْتُ لَهُ مَطَارِفَ مُهجَتِيْ
جِئْتُ مِنْ أَقْصَى الشَّتَاتِ لِأَجْمَعَكْ
سامح أخاك إذا أتاك بزلّة
فخلوصُ شيء قلّما يتمكّن
في كلّ شيءٍ آفةٌ موجودةٌ
إنّ السّراجَ على سناه يدخِّنُ
ما ضاقت الأرضُ إلا جاءنا فرَجٌ
كالغيثِ يهطلُ مِن ربّ السماواتِ
لَا تَخْتَبِرُ صَبْرَ مِنْ طَابَتْ سَجَايَاهُ
أَلَّا تَرَى اَلْبَحْرَ لَا تُبْدِي نَوَايَاهُ
لَا تَقْصِدُ اَلْبَحْرَ أَنْ جُدْنَ طَبَائِعُهُ
فَالْبَحْرَ لَمْ يَنْفَلِقْ إِلَّا لِمُوَاسَاةٍ
يَا نَفْس إِنَّ لَمْ تَصْبِرِي فَتَصْبِرِي
وَتَذَكَّرْنِي إِنَّا خَلَقَنَا فِي كَبِدِ
وَالْخُلْدِ فِي اَلْفِرْدَوْسِ لَا أَمَدَ لَهُ
وَالْكَرْبِ فِي دَارِ اَلْفَنَاءِ إِلَى أَمَدٍ
فَدُعِيَ اَلتَّشَكِّي لِلْعِبَادِ وَرَدِّدِي
تَحْتَ اَلْمَوَاجِعِ كُلَّهَا : أَحَدُ أَحَدٍ
وَرُبَّ يَومٍ يَكُونُ الهَمُّ أَوَّلُهُ
وَعِندَ آخِرِهِ رُوحًا وَرَيحَانَا
ما ضِقتُ ذرعًا بِغَمٍّ عِندَ حَادِثَةٍ
إِلَّا فَرَجٌ قَد حَلَّ أَو حَانَا