طَاقَةٌ بِالمُوجَب
بوت التواصل:
@Taqat_bialmujab_bot
سأقولُ لكم شيئًا، قد أتمكَّنُ به من التخفيفِ عليكُم قليلًا..
عندما يضيقُ بيَ الحالُ، وأشعرُ بالضِّيقِ الدراسي، أنظرُ إلى الأهم، وللشيء الذي له الأولويةُ في المذاكرةِ.
ثُمَّ أقومُ بالوضوءِ لطرد الشيطانِ، وأُصلِّي حتى تهدأَ نفسيَّتِي لأني أُكلِّم الله، وأرتلُ القرآنَ بصوتٍ مسموعٍ لأنَّ هذا أكثرُ شيءٍ أحبهُ لأن الله يُكلِّمُني، وأعدُّ شايًا أو شايًا بالحليب حسبَ المزاجِ.
ثم أمسكُ بالمادةِ، من النقطةِ التي توقفتُ عندها، وليس من البدايةِ ها! وأستخدمُ الورقةَ والقلمَ، لأنه لا يوجدُ شيءٌ اسمُهُ مذاكرةٌ بالعينِ، وأبدأ بكتابةِ العنصر تلو العنصُرِ، وألخصُهُ.
عندما تكونُ الأمور صعبةً، ويضيقُ بي الوقتُ، ويكونُ صباح الامتحانِ، أستعينُ ببعضِ الأشخاصِ الذين أعتبرهُم خيرًا، في أمور الدراسة وثقةٍ في مذاكرتِهِم، حيثُ يكونونَ قد لخَّصُوا جزءًا معينًا، فأبدأُ بمذاكرتِهِ من تلخيصِهم، وبالفعل يفتحُ الله عليَّ في الامتحان.
اختصارًا، لا تبدأ في كُلِّ شيءٍ، ابدأ في المهمِّ، ولا تعتمد على نفسكَ في كل شيءٍ، وليس عيبًا أن تستعينَ بأحدٍ، كلنا نكمِّلُ بعضنا البعضَ.
- آيَة الحُصَريُّ.
"لا تحزنْ إِنْ كنتَ تُرِيد أمرًا ولمْ يُكمِله اللهُ لكَ فربَّمَا كانَ فِيه شرٌّ كبيرٌ عليكَ"
اليوم وبعدَ ما يُقارِبُ الثلاثَ سنواتٍ تبيَّنَ لي أنَّ اللهَ أبعدَ عنِّي شرًّا كنتُ أركضُ إليه وأتمنَّاه، واللهُ أكرمَني بأن حرَمَني منه وأبعدَه عنِّي، واستبدَلني خيرًا منه أراحَ عقلِي وجسدِي والله.
ظُنَّ باللهِ الخيرَ؛ واللهُ لن يُخَيِّبَ ظنَّكَ.
الحمدُ لله حتَّى يبلغَ الحمدُ مُنتَهاهُ،
الحمدُ لله دائمًا وأبدًا.
في ظِل جو المذاكرة والامتحانات أذكركم بقول ابن القيم- رحمه اللّٰه-:
"لو هَمَّ أحدُكُم لإزالةِ جبلٍ وهو واثقٌ باللّٰه؛ لَأَزالهُ".
لكنَّ اللَّهَ عليمٌ بِوجعكَ وإنْ لَم تَنصفهُ الحُروف، سُبحانهُ يَعلمُ أنَّكَ ضائِقٌ صَدرُك، وأنَّ الأحرُفَ لا تَتَّسع لِما تشعُر، هو أقربُ إليكَ مِن حَبلِ الوَريدِ، سُبحانه قادرٌ علىٰ أن يُبدِّد عنكَ الألم كأنَّهُ لم يُصِبكَ قَطُّ!
ولكنَّها دُنيا، فلا تبتئس لِحالِكَ واعلم أنَّ ما أَلَمَّ بِكَ مِن أَلَمٍ رَافِعُ شَأنكَ يومَ القِيامَة بإذن الله، فَكُلُّ مَا يُصِيبُكَ مِن هَمٍّ أو نَصَبٍ أو وَصَبٍ حتَّىٰ الشَّوكَة تَشَاكها إلَّا وَغَافرةٌ لِذنبكَ أو مُكفِّرةً لِسيِّئاتك.
فَضَع رِداء الصَّبر واَلتَحِف بِه، ما كَان اللَّهُ لِيُضيِّعكَ أبدًا، حاشاهُ!
فاللَّهُ لَا يُضيِّع عِبادَهُ، اِستَعِنْ بهِ ولا تَبتَئس، واللَّهُ المُستعان.
- سَمَاءٌ.
اعلمي -أعزَّك الله- أنَّ العلاقات الَّتي لا ترضي الله أنتِ بديلٌ فيها حتَّى يجد هو حلاله، فعلى بنت أبيها أن تكون عزيزةً، فلا يغريَنَّها الشَّيطان فتقعَ في مثل هذه العلاقات!
قد أكرمكِ اللهُ وشرع شرائع من أجل الوصول إليك، فابقي حيث أنزلَكِ الله ولا تهبطي بنفسك، واعلمي أنَّ من يحبُّك ويريدك حلالًا له لن يهدأ له بالٌ حتّى يأخذ خطوةً تجاهك، ويصلَ إلى بيت أبيك يطلبَك، في وضح النَّهار على مرأًى ومسمعٍ من العالم، ثمّ يؤذن له ويشرع له التّواصل معك، وممارسة طقوس الزَّواج فيما بعد ومتطلَّباته!
فإنَّ الرجل إذا أحبَّ امرأةً لا يصبر عن السَّعي في الوصول إليها بطرقٍ ترضي الله؛ لعلمِه أنَّ النِّساء ضيفاتٌ معزَّزات مكرمات في بيوت آبائهنَّ!
ولندع حجج الظُّروف جانبًا فلا مكان لها في قاموس الرَّجل المحبِّ أبدًا، وما تخييلك لنفسك وتلبيسها أنَّ فلانًا يحبُّك وسيتزوَّجك، والتَّصرف بناءً على هذا الوهم معه، إلَّا رقَّة عقلٍ ونقصٌ في هرمون العزَّة!
اخرجي من وهمكِ المُروِّع، ولا يحملنَّك استعذاب الحُبِّ على تعذيب نفسكِ بالوقوع في المحرَّمات من أجل من لا يخاف الله فيكِ، فأنتِ المطلوبةُ الَّتي يُسعى إليها، والمرغوبةُ الَّتي يبذلُ لنيلها، لا السَّاعيةُ -ولو في أحلامها- لأنْ يحبَّها فلان أو فلان فتلجأ لمثل هذه العلاقات، واستعيني على فراغِ قلبكِ بما ينفعُه، ولا تتعجَّلي حتَّى لا تندمي فيما بعد.
#مشروع_عفة
.
الصُّعوبات التي تمرُّ بها، والضُّغوطات التي تزاحم أيامك، قلبُك المليءُ بالهمِّ والهِمم، محاولاتك التي قد تصيب وتفشل مرَّات، دموعُك التي لم يرها أحد، تنهيداتك التي تأخذها للوقوف بعد كل وقوع، تَعثُر الدَّرب، تراكم الشعور فيك، غيابُ الرَّفيق، قلّة الصّحب والمعين، وحشةُ الطَّريقِ التي ترافقك، ومع هذا ما زلت تقاوم وتحاول وتتغافل عن أحزانك لتكمل، عساكَ تصل!
كلُّ ما تمرُّ به سيمرّ، كل آلامك إن كانت للهِ خالصةٌ فأنت مأجورٌ عليها، ما تشعر به لن يفهمه غيرُكَ لأنه لم يذق ما ذقته، البناء يحتاج وقت وتعب، لكن صدِّقني بأنَّ الوصول سينسيك كلَّ ما أوجعَكَ وأحزنك، غداً تحمد الله على كلِّ هذا وتوقن أنَّ حلاوة الوصول لم تكن لولا علقم الطَّريق..
المرء لا يَسعىٰ جاهِدًا إلَّا ويوفِّقه الله فيما سَعىٰ ما دامت غايَته إرضاء رَبِّه، والمتكاسِل المُسَوِّف كثير الشكوى من ضيق الوقت وصعوبة المهام لن يخطو خطوة واحِدةً تِجاه نَجاحه، المرءُ في الأساس لا ينجح إلَّا بتوفيق رَبِّه، والتوفيق يكون في السعي، يتوكَّل المرء على رَبِّه، والتوَكُّل يَعني أنَّ:
"الجوارح تعمل والقلوب تتوكل"،
لا أن يتواكل المرء وينتظر التوفيق، بل يسعىٰ مُتَوَكِّلًا فَينالَ التوفيق.
اليومَ قُمْ وانفُض عَنك غُبار التسويف، وَدِّع صُحبة السوء، أَغلِق هاتِفك، وحدد مُشَتِّتَاتِك وَضَع لَها حُلُولًا، استَثمِر ما بَقِي من عُمرك في العِلم، والعِلم عِبادة؛ فتكونَ قد أدَّيتَ الغاية التي جِئت لأجلها، ولا تنسَ تجديد النوايا في طلب العِلم، عَسىٰ أن تُكَلَّل خُطاك بالفَلاح، لا خَيَّب الله مسعانا، ولا كَتَبَ علينا عَجزًا عِنَ السَّعي، وسَدد الله خُطانا أينما حَلَّت.
بما أننا في وقتِ اختبارات، لو كانَ باستِطاعتِي أن أُسمِعَ كلَّ الطلاب هذا المقطعَ لما ترددتُ لحظةً واحِدَة...
- هل يحقِّقُ اللَّهُ لكَ بسببِ العملِ النتيجة؟!
= ليسَ شُغلك.. وفي نفس الوقت لنْ تحصل على ثمرةٍ إلَّا بعمَل.
لا يخفى على اللهِ تلكَ اللَّحظاتِ الَّتي تهربُ فيها الكلماتُ منك، حينَ يغرقُ قلبُك في صمتٍ ثقيلٍ، يحملُ من الأحزانِ ما لا تستطيعُ أن تخبرَ به أحدًا، وهو وحده العالِمُ كم من مرَّةٍ جاهدتَ نفسك كي تنسى وتتعافى، وكم من مرَّةٍ حاولتَ أن تجدَ مخرجًا من تلكَ الظُّلماتِ الّتي عشتَها وحيدًا!
هو وحده الّذي يسمعُ دعاءَك الخفي، حين تهمسُ في قلبِكَ متوسِّلًا أن يرفعَ عنك ما تجرَّعتَه من ألمٍ مريرٍ، وتناجيه أن يُبدِلَك خيرًا ممّا فقدتَ، رغمَ أن الجراحَ لا تزالُ آثارها في روحك، وتنبضُ في أعماقِك، لكن لا تخف، فاللهُ يعلمُ ما في صدرِك وما في قلبك من رغبةٍ في النُّهوضِ، وفي غدٍ قريبٍ ستجدُ الرَّاحةَ الّتي طالما بحثتَ عنها، وستشعرُ بأنَّ الأحزانَ قد ابتعدَت عنكَ، فلا بأس كلُّ شيءٍ سيزولُ -بإذنِ اللهِ-، فهو أرحمُ من أن يتركَكَ في ألمِكَ، وأكرم من أن يخذلَك في لحظةِ ضعفٍ.
﴿قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ﴾.
لعل ما يجب أن نستحضره الآن ونحن في أيام الاختبارات أن هذه الدنيا امتحان، وأنه -ولا بد- ستأتي عليك اللحظة التي لا تستطيع أن تستدرك فيها، وستأتي اللحظة التي يتم فيها سحب ورقة الإجابة منك وليس لديك فرصة أخرىٰ، فلا يغرنك طول الأمل، وأصلح فيما بقىٰ يغفر اللَّه لك ما مضىٰ.