مَصَابِيحُ اَلدُّجَى.
إذا طَلَع نَجمُ الهِمّة فِي ظَلَامِ لَيلِ البَطَالَة، ورَدِفَهُ قَمَرُ العَزيمَة، أشرَقَت أرضُ القَلبِ بِنُورِ رَبِهَا. • ابن القيم.
﴿ ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ ﴾.
بوت التواصل:
@abuothmaan47_bot
كم عاملته تبارك اسمه بما يكره فعاملك بما تحب
• قال ابن أبي الدنيا في الشكر (١٤١): قال محمد بن الحسن: حدثني حكيم بن جعفر، عن عبد الله بن أبي نوح، قال: قال لي رجل على بعض السواحل: « كم عاملته تبارك اسمه بما يكره فعاملك بما تحب، قلت: ما لا أحصي ذلك كثرة، قال: فهل قصدت إليه في أمر كربك فخذلك؟ قلت: لا والله، ولكنه أحسن إلي فأعانني، قال: فهل سألته شيئا قط فأعطاك؟ قلت: وهل منعني شيئا سألته، ما سألته شيئا قط إلا أعطاني، ولا استعنت به إلا أعانني قال: أرأيت لو أن ابن آدم فعل بك بعض هذه الخلال ما كان جزاؤه عندك؟ قلت: ما كنت أقدر له على مكافأة ولا جزاء، قال: فربك أحق وأحرى أن بذلت نفسك له في أداء شكر نعمه عليك، وهو المحسن قديما وحديثا إليك، والله لشكره أيسر من مكافأة عباده، أنه تبارك وتعالى رضي بالحمد من العباد شكرا ».
المباركة والتهنئة لجميع المسلمين على هذا الخبر الجميل .. سقوط هذا الطاغية .. مبارك لكل أطفال سوريا الذين قضوا تحت وطأته.. مبارك لكل الأرواح التي نحسبها طاهرة قضت في سبيل الله تدفع طغيان هذا اللعين عن حرمات المسلمين
ربنا اشف صدورنا بمقتله شر قتلة ، وبحجب التوبة عنه ، وبعذابه في نارك أبد الآبدين
﴿ وَلَو كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾..!
هذا التعليق وجدته على إحدى المقاطع المرئية التي كان فيها أحد المصلين يقرأ سرًا - مما يعني أنه لا يجهر - ولكن بالرغم من ذلك كان هناك صوتٌ واضحٌ من قرائته بحيث لو كان بجانبه شخص لسهل عليه سماعه بالرغم من إسراره بالقراءة، مما يعني أن صوته كان مسموعًا وعاليًا نسبيًا.
ما لفت نظري في الأمر ليست تلك المشكلة التي يقع فيها أصحاب هذه التعليقات من ترك الواجبات والمستحبات لأجل معاناتهم أو مواجهتهم لبعض العوائق حين ممارستهم لتلك العبادات، فإن ذلك اختبار وفتنة يعرضهم الله لها حتى يختبر إيمانهم بها وكثير منهم يفشلون في اجتيازها.
ولكن ما لفت نظري وجعلني أتعجب هو أن كثيرًا من الناس قد ينهى عن العبادة والعمل الصالح بخلقٍ سيء أو عادة قبيحة قد اكتسبها أو لعيب في نفسه. وهذا المعنى قد أشارت إليه الآية الكريمة التي ذكرتها في المقدمة فإن الله سبحانه وتعالى لو لم يلين قلب النبي عليه الصلاة والسلام وجعله هينًا ودودًا لَمَا استجاب إليه الناس ولنفروا من دعوته لو كان فظًا غليظًا خشن الطبع، وبالرغم من أن ذلك لا يعذر المشركين في كفرهم ولا يعذر المعرض عن الحق في إعراضه وإن كان دون الشرك ولكن الأمر المشار إليه هو أن فقه الدعوة مطلوب فكم من داعٍ أفسد الناس بحمقه وكم من مغمورٍ لا يعرف له شأن تاب الآلاف على يديه فقط لحسن خلقه وسمته وفقهه في الدعوة.
والناس في هذا الأمر بين مميعٍ يتهاون في الحق وربما ينغمس في الباطل صراحةً وكل ذلك تحت راية "فقه الدعوة"، وبين غالٍ يشدد ويغلظ في دعوته حتى أن الناس لتبغض الحق الذي معه لأجل طريقته في الدعوة إليه، ثم تجده يرمي الأمر كله عليهم ولا يعذرهم في شيء من الأمر البتة - ولو كان هينًا - ولا يحمل نفسه جزءًا من المسؤولية متناسيًا أن حصاد دعوته قد كان ليختلف لو كان يحسن الدعوة أكثر من ذلك.
وكما تبين في المثال الذي عرضته فالأمر ليس متعلقًا بالدعوة المباشرة فقط فحتى صلاتك وعباداتك هي في حد ذاتها دعوة فعليك أن تنتبه لعبادتك وتحسنها حتى لا يكون أمرك وبالًا عليك.
فإن تنفيرك للمرء من العبادة قد يكون بمجرد اختلاطك به ومشاركتك له في نفس العبادة!
وفي صلاة الجماعة والمسجد يكثر هذا الأمر ومسألة طرد الصبيان من المسجد وتنفيرهم ومعاملتهم بعدائية واضحة خير مثالٍ على ذلك.
ليس غرض كلامي التبرير لمن ترك الحق لحجة واهية فإنه ما من عذر لمن ترك الحق واضحًا وقد علمه وعلم وجوب التزامه به، ولكنه تنبيه لمن هم على الطرف الآخر من المعادلة حتى لا يكون التقويم من طرفٍ واحد، وخير الناس أنفعهم للناس.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :
قال رسول الله ﷺ : ( إنَّ الرجلَ ليُصلِّي ستِّينَ سنةً و ما تُقبَلُ له صلاةٌ ، لعله يتمُّ الركوعَ ، ولا يتمُّ السُّجودَ ويتمُّ السجودَ ولا يتمُّ الركوعَ ).
الألباني صحيح الترغيب (٥٢٩)
يقول ابن القيم رحمه الله : إن الصلاة إنما تُكَفِّرُ سيئات من أدى حقها ، وأكمل خشوعها ، ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقالبه
- فهذا إذا انصرف منها وجد خِفَّةً من نفسه ، وأحس بأثقال قد وُضِعَتْ عنه ، فوجد نشاطاً وراحًة وروحًا ، حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها ؛ لأنها قرة عينه ، ونعيم روحه
- فالمُحِبُّون يقولون : نصلي فنستريح بصلاتنا ، كما قال إمامهم وقدوتهم ونبيهم ﷺ : «يا بلالُ ، أرِحنا بالصَّلاة» ، ولم يقل : أرحنا منها
- وقال ﷺ : « جُعِلت قُرَّة عيني في الصّلاةِ» ، فمن جُعِلَتْ قرة عينه في الصلاة ، فكيف تَقر عينه بدونها ، وكيف يطيق الصبر عنها ؟! .
📖
المجموع القيم من كلام ابن القيم | صـ25
قال هناد في الزهد :
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: «ذِكْرُ النِّعْمَةِ شُكْرُهَا».
معنى ذلك أنه لو ذكرها فقال ربي أنعم عليّ أو من علي بكذا، ليس مجرد ذكرها في المطلق فكم من شخص يذكر النعمة ليجحدها ويستهين بها.
وقال ابن القيم رحمه الله: "قوله: (الْحَمْدُ للهِ) نعمة من نعم الله، والنعمة التي حمد الله عليها أيضًا من نعم الله، وبعض النعم أجل من بعض، فنعمة الشكر أجلّ من نعمة المال والجاه والولد والزوجة ونحوها والله أعلم".
[ الإمام أحمد ]
قال شيخه الإمام الشافعي: أحمد إمام في السنة.
- وقال علي بن المديني : أَيَّد الله هذا الدين برجلين لا ثالث لهما ، أبو بكر الصديق الله يوم الردَّة، وأحمد بن حنبل في يوم المحنة .
- وقال إسحاق بن راهويه:
لولا أحمد بن حنبل وبَذلُ نفسه لما بذَلَها لذهبَ الإسلام.
إلى من يضيع من يعول..
عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ قال:
"لَا يَسْتَرْعِي اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدًا رَعِيَّةً قَلَّتْ أوْ كَثُرَتْ إلَّا سَألَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهَا يَوْمَ القِيَامَةِ أقَامَ فِيهِمْ أمْرَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أمْ أضَاعَهُ حَتَّى يَسْألَهُ عَنْ أهْلِ بَيْتِهِ خَاصَّةً".
[مسند الإمام أحمد].
قال ابن أبي الدنيا في «التوبة ٦٤»:
حدثني محمد بن أبي القاسم، مولى بني هاشم، قال: قال فضيل بن عياض:
«بقدر ما يصغر الذنب عندك، كذا يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك كذا يصغر عند الله».