قناة أحمد عبد المنعم
خزانة شخصية أجمعها لوقت الحاجة
(
وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ الله إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ حِينَ كُلِمَ،
لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ مِسْكٌ
)
وكأنّ اللحظة التي كانت قمّة الألم وقمّة التضحية= يُعيدها الله له وهي قمة الغبطة والرضا والحفاوة والتكريم.
(محمد أبو موسى، شرح أحاديث من صحيح مسلم)
وإطْلاقُ وصْفِ الأخِ عَلى المُماثِلِ في دِينِ الإسْلامِ= تَأْسِيسُ أصْلٍ جاءَ بِهِ القُرْآنُ جَعَلَ بِهِ التَّوافُق في العَقِيدَةِ كالتَّوافُق في نَسَبِ الأُخُوَّةِ،
وحَقًّا فَإنَّ التَّوافُقَ في الدِّينِ آصِرَةٌ نَفْسانِيَّةٌ، والتَّوافُقَ في النَّسَبِ آصِرَةٌ جَسَدِيَّةٌ، والرُّوحُ أشْرَفُ مِنَ الجَسَدِ
.
ابن عاشور
أطلت النظر في أحوال الناس في معاشهم وأموالهم فرأيت قاعدة لا تكاد تتخلف أبدا ، رأيت أضيقهم رزقا ، وأنكدهم عيشا هؤلاء الذين يحسبون لكل صغير وكبير حسابا، ويقدرون للداخل والخارج تقديرا.
فلا تكاد تخرج من أيديهم الصدقة أو الشيء من المعروف، إلا بتردد وتلكؤ، واستخارة واستشارة ، ونظر في الماضي وتأمل في الحاضر وتفكر في المستقبل.
فإذا هم بمعروف حضرته ظنون السوء، وهم العيال، وتخيل ضيق الحال ، وسوء المآل، فأمسك يده، متعللا بحسن التدبير وقبح التبذير.
إنَّ الكريمَ ليُخفي عنك عسرتَه
حتى تراه غنيًّا وهو مجهودُ.
وللبخيلِ على أموالِه عللٌ.
زرقُ العيونِ عليها أوجهٌ سودُ
ورأيت أوسعهم رزقا وأطيبهم عيشا أهل السماحة الذين لا يبالون بما جاء أو ذهب ، ولا بما قل أو كثر ، فإذا جاء العطاء رأيتهم لا يكثرون التفكير ولا يطيلون الحساب، بل يبادرون مبادرة المتوكل على الله، الواثق بما في يد الله، الموقن بتعويض الله.
وقد رأيت تفسير ذلك واضحا في قول الله تعالى في الحديث القدسي ( " أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء) وفي رواية (إن ظن بي خيرا فله، وإن ظن شرا فله ) رواه أحمد
من ساد جاد بفضل الله مبتدئا ... والبخل من سوء ظن المرء بالله
وفهمت معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم وقد سأله بعضهم : ما الإيمان؟ قال: " الصبر والسماحة " رواه أحمد
فالسماحة من أجمل أخلاق أهل الإسلام ، وهو خلق يدل على صدق الإيمان ، وعمق اليقين ، وحسن الظن بالله تعالى ، وهي من أعظم مفاتيح الرزق والخير والبركة في الدنيا والاخرة.
عن أبي يزيد المدني، قال: قالت عائشة: أعطينا اليوم كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحصي فيحصى عليك» مسند إسحاق بن راهويه
وعن عروة بن الزبير، أظنه عن عائشة، قالت: جاء سائل فأخرجت له الخادمة شيئا فقلت لها: لا تخرجي الشيء إلا بعلمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحصي فيحصي الله عليك " رواه البيهقي في شعب الإيمان
وعن عائشة، قالت: جاءها سائل، فأمرت له بشيء، فلما خرجت الخادم دعتها، فنظرت إليه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تخرجين شيئا إلا بعلمك؟»، وفي رواية " قال: «أوَ ما يخرج شيء إلا بعلمك؟»، قالت: إني لأعلم، فقال لها: «لا تحصي فيحصي الله عليك» رواه ابن حبان
وفي رواية :فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما تريدين أن لا يدخل بيتك شيء ولا يخرج إلا بعلمك؟» قلت: نعم، قال: «مهلا يا عائشة،» لا تحصي فيحصي الله عليك " رواه النسائي
وعن وهب بن كيسان، قال: سمعت أسماء بنت أبي بكر، قالت: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحصي شيئا وأكيله. قال: " يا أسماء، لا تحصي، فيحصي الله عليك " قالت: " فما أحصيت شيئا بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندي، ولا دخل علي، وما نفد عندي من رزق الله إلا أخلفه الله عز وجل " رواه أحمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(لا تحصي) من الإحصاء وهو معرفة قدر الشيء أو وزنه أو عده والمعنى لا تحصي ما تنفقين حتى لا تستكثريه فربما امتنعت من الإنفاق]
✍
د. أسامة المراكبي