قناة الأستاذ / أحمد سالم
قناة خاصة بالأستاذ أحمد سالم، يتولى هو إدارتها، وينشر فيها محتواه الثقافي، متنوع المجالات.
رقم الحجز للدورات والاستشارات: 00201272632921
قال تعالى: وللرجال عليهن درجة.
قال أبو جعفر الطبري: وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية؛ ما قاله ابن عباس، وهو أن الدرجة التي ذكر الله تعالى في هذا الموضع هي: الصفح من الرجل لامرأته عن بعض الواجب عليها ، وإغضاؤه لها عنه ، وأداء كل الواجب لها عليه .
فتأمل كيف كانت درجة الرجل على المرأة هي أداؤه ما عليه كله كاملًا، وصفحه عما يحدث منها من النقص في الواجب عليها.
وحقيقة ذلك: أن درجة الرجل على المرأة هي حيث يكون رجلا حقا يؤدي مسؤولية قوامته؛ فإن القوامة تكليف للرجل، وحق للمرأة، فالقوامة في جوهر معناها: دور يقوم به الرجل وليست حقًا يؤدى له.
أنا مسيحي لكن متابع لحضرتك وبتعلم، كنت عاوز أفهم حضرتك بتستشهد ليه بالكتاب المقدس مع إنكم مش مؤمنين بيه؟
ج/ أهلًا وسهلًا
المسلمون يؤمنون بنبي الله إبراهيم وما تناسل عنه من أنبياء إسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وسليمان وداود وزكريا ويحيى وعيسى وغيرهم.
ويؤمنون بأن الله أنزل على إبراهيم صحفًا وعلى موسى التوراة وعلى عيسى الإنجيل وعلى داود المزامير وغير ذلك.
ويؤمنون أن الكتاب المقدس الحالي هو كتاب تاريخي دونه كتّاب عدة عبر التاريخ، فيه نصوص منسوبة للتوراة ونصوص منسوبة للإنجيل ونصوص منسوبة لأنبياء بني إسرائيل الآخرين بالإضافة لنصوص تأليفية تحكي تاريخًا وليست منسوبة لنبي أو لوحي.
ويؤمنون أن النصوص المنسوبة للتوراة وللإنجيل ولوحي الأنبياء وللتاريخ= فيها ما هو صدق أصله وحي وفيها ما هو صدق قد يكون وحيًا وقد لا يكون، وفيها ما هو كذب محرف وفيها ما لا يُعلم صدقه من كذبه.
ومعيارنا في تمييز ذلك أمران:
(1) ما في ديننا من كلام الله ورسوله والمحكي في ذلك عن الأنبياء.
(2) أدوات العلم والتحقيق والنظر في الوثائق والمخطوطات.
وبناء على ذلك فموقفنا كالتالي:
(1) ما هو صدق يغلب أن يكون أصله وحي= نستشهد به ككثير من الوصايا العشر ولا مانع من أن نقول إنها بطريق الظن ترجمة عن وحي.
(2) ما هو صدق يؤيده العقل ويؤيده ديننا لكن لا توجد أدلة تجعلنا نرجح أن أصله وحي= نستشهد به ككثير من موعظة الجبل وأمثال سليمان لكن لا نجزم بأن أصله كان وحيًا، فنحن نصدق معناه لكن لا نصدق نسبته للوحي ولا نكذبها.
(3) ما هو باطل بالأدلة النقلية والعقلية نرده ونرفضه كالفواحش المنسوبة للأنبياء في العهد القديم وكذكر الصلب والفداء. وهذا الباب يتوسع فيه بعض المشتغلين بالرد على الأديان الأخرى فيبطلون أشياء لها أوجه من التأويل لا داعي للتورط في إبطالها من جهة الأدلة كتورطهم في الإبطال والسخرية من المنسوب للمسيح: فأدر له خدك الأيسر.
(4) ما هو باطل ظهرت أدلة تحريفه الوثائقية نرده ونبطله وثائقياً مثل قول عيسى: من كان منكم بلا خطيئة.
(5) ما ليس في ديننا ما يؤيده ولا يبطله فنتعامل معه كأقوال المفكرين والفلاسفة ونحوهم مما يكون محلًا للنظر والاستشهاد والنقد كبعض رسائل بولس.
(1) هتخرج كمان شهرين دايما خايف وقلقان وقلبي مقبوض بسبب المستقبل وخايف من الشغل هل هقدر انجح ولا لا خايف من بكرة اعمل ايه؟
ج/ خوف مفهوم وطبيعي، مطلوب إنك تقبل وجوده وتقر بطبيعيته، وتجتهد للرجوع للحظة الحالية، ومعظم الكدر يتولد من اجترار الماضي، أو التعلق بتوقعات المستقبل، لذلك في دعاء السكينة يسألون الله أن يجعل حياتهم يومًا بيوم، ومن شعر العرب الشهير قول الشاعر:
ما مضى فاتَ، والمؤملُ غيبٌ ..... ولكَ الساعةُ التي أنتَ فيها
وفي الخبر:
📌
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا.
والمعنى في ذلك: أن من علم أنه سيعيش أبدًا كان ما يعلم من بقائه أدعى لفناء الحرص من نفسه، ويكون هذا الخلود الذي أقام معناه في نفسه = داعيته ليطلب منها ما ينفعه على مهل ليس يخشى موتًا يقطعه عن أن يكنز فيها، فيكف شرهته ويُسكن طمعه، فإنما يطمع من خشي الفناء.
📌
واعمل لآخرتك كأنما تموت غدًا.
والمعنى في ذلك أن من علم أنه سيقدم على ربه غدًا فإما إلى جنة وإما إلى نار = لم يحرص إلا على كل عمل يقربه إلى الجنة أو يباعده من النار، ويجعله ذلك الأمل القصير أحرص ما يكون على تثقيل ميزانه بما ينفعه.
وكلام عبد الله بن عمرو بن العاص هذا من أنفع ما يعتصم به الناس في علاج شره النفس وفساد ضبطها لأولويات عيشها.
............
(2) ايه هو دعاء السكينة؟
ج/ اللهم امنحني السكينة كي أقبل الأشياء التي لا أستطيع تغييرها.
والشجاعة لأغير الأشياء التي أستطيع تغييرها.
والحكمة لأعرف الفرق بينهما.
ساعدني أن أحيا يوماً بيوم.
ساعدني أن أقبل الصعاب وأجتاز فيها لأصل إلى السلام.
ساعدني أن أقبل العالم والناس كما هم وليس كما أريدهم أن يكونوا.
ساعدني أن أتغير أنا.
............
(3) هو ده دعاء مأثور عن النبي اصل انا دورت عليه وملقيتهوش؟
ج/ لا مش مأثور، والدعاء العبرة فيه صحة المعاني وصدق التوجه به لله، مش لازم يكون مأثور.
لأجل محمد صلى الله عليه وسلم خلق عالمنا، وكلفنا الله بعد وجودنا بعبادته سبحانه، ومهد لميلاد وبعث ورسالة نبينا؛ بكل النبوات قبله.
هذا القول والصياغة لي، يصفه البعض بأنه غلو، ولكن له وجهًا صحيحًا، يزيد من معرفتك ومحبتك لسيد الخلق:
يقول شيخ الإسلام:
وقد ظهر فضلُ نبيِّنا صلى الله عليه وآله وسلم على الملائكة ليلةَ المعراج لَمَّا صار بمستوى يسمع فيه صريف الأقلام، وعلا على مقامات الملائكة. ومحمد سيد ولد آدم، وأفضل الخلق وأكرمهم عليه؛ ومن هنا قال مَن قال: إن الله خلق من أجله العالَم أو: إنه لولا هو لَمَا خَلق الله عرشًا ولا كرسيًّا ولا سماءً ولا أرضًا ولا شمسًا ولا قمرًا.
ويمكن أن يفسر بوجه صحيح، فإذا كان الإنسانُ هو خاتمَ المخلوقات وآخرَها، وهو الجامع لِمَا فيها، وفاضلُه هو فاضل المخلوقات مطلقًا، ومحمدٌ إنسانُ هذا العين، وقُطبُ هذه الرَّحَى، وأقسام هذا الجمع كان كأنها غاية الغايات في المخلوقات، فما يُنكَر أن يُقال: إنه لأجله خُلِقَتْ جَميعُها، وإنه لولاه لَمَا خُلِقَتْ، فإذا فُسِّر هذا الكلامُ ونحوُه بما يدل عليه الكتابُ والسنةُ قُبِلَ ذلك.
ماذا ينقصك في هذه الحياة ؟
ج) أنا في زحام من النعم والحمد لله، وتعداد الشخص لما ينقصه خارج نطاق تخطيطه لما ينفعه = ضرب من المعاناة ويقود لتعاسة العيش، الألم والنقص مكونات أساسية في بنية الحياة نفسها، وجودة العيش تكمن في حسن استضافة الألم، فإنه ضيف دائم.
أنا مش مسلمة والحاجة الوحيدة اللي مش عارفة أستقبلها في الاسلام هو تعدد الزوجات، عاوزه اعرف ليه فيه تعدد؟ وايه الحكمة منه؟
ج) لو كتبتي على جوجول: حكمة تعدد الزوجات في الإسلام هتلاقي مقالات كتير جدا.
لكن صدقيني مفيش شخص بيفكر تفكير منطقي ممكن يبني موقفه من دين متكامل على أساس جزئية أو اتنين أو عشرة مش فاهمهم.
الأنظمة الكاملة بيتحكم عليها على أساس معقولية ركائزها الكبرى وجودة أثرها على الحياة واتساقها، مش بيتحكم عليها عن طريق جزئيات انت مش فاهمها ومش قابلاها وغيرك قابلها وفاهمها.
عشان كده القرآن نفسه معترف إن فيه حاجات بتشتبه على بعض الناس، وبيقول إن المنطق معاها إنك تتمسك بالمحكمات والركائز الكبرى الواضحة والمتسقة.
ودي مشكلة المسيحية إن ركائزها الكبرى مليانة مشاكل، أما وجود جزئيات فهمها بيكون مشكلة عند بعض الناس فده موجود في كل الأنظمة الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
الزواج مثلا كنظام اجتماعي من غير تعدد ولا بتاع، فيه مشاكل جزئية زي تراتبية السلطة بين الزوج والزوجة، ده مش مفهوم للبعض وعشان مش مفهوم ليهم بيكونوا عاوزين يلغوا الزواج كله كنظام اجتماعي، وده ببساطة تخلف عقلي.
الأنظمة الكبرى بتتحاكم بمعقولية ركائزها الكبرى، أما وجود جزئيات مستعصية على الفهم لبعض الناس فده الصح إننا بنرجعه لمحدودية المعرفة والخبرة مش بنخبط بيه في النظام كله.