علي حسين -في صحبة الكتب

صباح الكتب
على رفوف المكتبات ترقد كتبٌ وضعت في بلدانٍ يعادي بعضها بعضاً ، بل في حالة حربٍ أيضاً . كتبٌ في التصوير الفوتغرافي وتفسير الأحلام . مقالاتٌ عن الميكروبات أو المجرات . السيرة الذاتية لجنرال ، إلى جوار مذكرات هارب من العسكرية . عملٌ متفائلٌ لمؤلف أساء القُراء فهمه ، وعملٌ قاتمٌ لمؤلفٍ ناجح . ومُدونات كاتبةٍ رحالة ، إلى جوار الأجزاء الخمسة التي احتاج إليها كاتبٌ كثير الجلوس حتى يحكي أحلام يقظته بادق التفاصيل . كتابٌ طُبع البارحة ، إلى جوار كتاب أتمَّ عامه العشرين منذ قليل . هناك لا تُعرف الحدود الزمنية ولا الجغرافية . وفي النهاية ، كلنا مدعو إلى الدخول : الأجانب منا والمحليون ، أصحاب النظارات وأصحاب العدسات وأصحاب الرمص ، الرجال الذين يضمون شعرهم ، والنساء اللاتي يستخدمن ربطة العنق . إنما المكتبة أشبه باليوتوبيا .
إيريني باييخو من كتاب " إختراع الكتب "

صباح الكتب
أظن أن حياتي ستكون أكثر وحشة بكثير لو لم يكن فيها كتب ، أو لم أقرأ كتباً كثيرة ، ففعل القرأة كان بالنسبة إليٌ آنذاك في حد ذاته مدرسة أساسية . كانت مدرسة مخصصة مبنية لي أنا وحدي ، وتعمل من أجلي أنا وحدي . كانت مدرسة تعلمت فيها الكثير من الدروس المهمة ، ومكاناًً لا توجد فيه قواعد أو أنظمة مضجرة ، ولا تقيمات عددية ، ولا سعي حثيث إلى المراكز الأولى . وبطبيعة الحال ، لم يكن فيها تنمر . هكذا إذن وبينما كنت جزءا من منظومة أكبر ، أستطعت أن أوفر لنفسي منظومة شخصية مختلفة .
هاروكي موراكامي من كتابه " مهنتي هي الرواية "

صباح الكتب
إن متلازمة الرجولة تبين مقاومة الرجال لتغلغل النساء في ما يسمى بمهن الرجال : البناء ، والشرطة ، والمطافئ ، والمناصب الإدارية العليا . هم لا يخشون أي منافسة ، بل منافسة النساء على وجه التحديد ، حين تكون النظرة إلى النفس مبنية على المهنة ، وتكون المهنة مبنية على الرجال ، فإن كل منافسة من امرأة تشكل خطراً على احترام الذات .
أنيا مولينبيلت من كتاب " ماذا تعرف النسويات عن الحب "

صباح الكتب
نحتاج إلى الشجاعة لكي ننتصر في معارك الحياة ، لكننا نحتاج إلى كثير من الشجاعة لكي نتقبل الخسارة . غير أن معظم معاركنا في الحياة نخسرها بسبب عدم الاستعداد لتقبُل الخسارات التي هي جزء من ضروريات الحياة .
هنا يكمن المعنى الحقيقي للشجاعة ، شجاعة تقبُل الخسارة ، كا يعني تقبل الإفلاس ، الفشل ، الفقدان ، الألم ، الملل ، المرض ، الموت ، إلخ ، وفي النهاية العيش بكل شجاعة . فلا يخلوا أي إنجاز من خسارات متوقعة ، كما لا تخلوا أي خسارة من بوادر إنجاز ممكن .
سعيد ناشد من كتابه " نقد القوة "

صباح الكتب
كان الفيلسوف سينيكا ، في رسالته الثانية إلى لوسيليوس ، ينصح تلميذه بعدم ، تصفح الكتب ، الذي شبهه باللعب بطعامه ( تحريم الطعام في الطبق دون تناوله ) . طور فرنسيس بيكون التشبيه الشائع نفسه للقراءة بالأكل عندما ميز ثلاث طرق لاستخدام الكتب : ( يجب تذوق بعض الكتب ، والبعض الآخر يجب ازدرادُه ، وقلة منها يجب مضغها وهضمها " .
بيتر بورك " التاريخ الاجتماعي للمعرفة "

صباح الكتب
إن قوة الحشود تكمن في نزعتها التدميرية ، فمن خلال ميلها الشديد إلى التضامن والتلاحم ، ترنو الحشودُ إلى تحقيق الصالح العام أملاً في بناء فردوس إيديولوجي . لكن النتيجة تتمثل دوماً في نوع من الجحيم . إذ تُساقُ الحشود بشكل أعمى إلى دوامة من الخراب إلى أن يفيقوا على عواقب المنطق الذي تملّك عقولهم والمتمثل في المنطق الميكانيكي لعالم ميت لا روح فيه .
ماتياس دسميت من كتابه " سيكولوجية التوتاليتارية "

صباح الكتب
إن العدالة مهمة ، إذاً ، ليس لأجل العدالة فقط بل بصفتها ترياقاً للعبثية . والأشياء الأخرى هامة أيضاً ، كالعلاقات والتسلية ، والعمل واللعب ، وجميع الأشياء التي تضفي المعنى على حيواتنا . ولكن لن يكون هناك معنى للوجود الانساني ككل في حال توزيع اشيائه القيمة بطريقة ظالمة . ولذلك فإن استئصال الظلم يعني تخليق حقيقة تُملي علينا مشاعرنا وتمنح الحياة معناها .
كيران سيتيا من كتاب " الحياة صعبة "

صباح الكتب
ويحدد سبينوزا كذلك أن " الرغبة هي الشهية مع وعي الذات" . وان " الرغبة هي جوهر الإنسان " . في بضعة أسطر يعرف الفيلسوف الرغبة على أنها هذه الشهية الواعية التي تدفعنا إلى المثابرة في كياننا وزيادة قوتنا الحيوية باستمرار . ولأنها جوهر الإنسان ، فلا ينبغي أن تكون هناك محاولة لتقليلها أو قمعها . بلا قوة الرغبة هذه لا نعود بشراً . الإنسان الذي لم يعد يشعر بأي رغبة هو ميت حي .إنه في الأساس كائن راغب وبفضل الرغبة نستمع بالحياة بشكل كامل .
فريدريك لونوار من كتابه " فلسفة الرغبة "

صباح الكتب
بقى المفكرون الليبراليون المعاصرون عموما ، يربطون هدفي الحرية والمساواة بالمذاهب السياسية والاقتصادية الفردية ، في رأيهم يتعين على الدولة الديمقراطية الحديثة ، أن توفر الشروط الضرورية لتمكين المواطنين من متابعة مصالحهم الخاصة ، كما يجب عليها أن تدعم سيادة القانون لحماية وراعية حرية الأفراد ، لتمكين كل شخص من خدمة أغراضه الخاصة ، من دون أن ينفرد احد بفرض رؤية معينة لـ " الحياة الصالحة " على الآخرين .
ديقيد هِلد من كتابه " نماذج الديمقراطية "

صباح الكتب
إن العقل يقوم مقام دليلٍ موثوقٍ يسميه سبينوزا " الحياة القويمة " . فالعقل يحدد غاية المسعى البشري ويشير إلى أفضل الوسائل لتحقيقه . إن الإنسان الذي يعيش مهتدياً بالعقل يعرف ماذا يفعل ولماذا يجب أن يفعل ذلك . فالإنسان العاقل يتصرف وفقا لطبيعته الخاصة – خلافاً للإنسان الذي ينقاد بالأهواء ، ويعيش وفقاً لطبيعة الأشياء الخارجية – ، فالعقل يوجه حياة الحرية . يصر سبينوزا على ان " الذين يقودهم العقل ، لا يرغبون في شيء لانفسهم إلا ويرغبونه لغيرهم ، ولذلك فهم عادلون وحسنو النية ونزهاء " . الانسان الحر ايضا مبتهج ، ولطيف ، ومتسامح .وهو ، في مزاجه ، ليس عرضة للعديد من احوال النفس التي تشكل مصدرا للصراع بين الاشخاص : الكراهية ، والحسد ، والاستهزاء ، والإزدراء ، والغضب ، والانتقام ، وغير ذلك من الانفعالات الضارة .
ستيفن نادلر من كتاب " سبينوزا:كيف تحيا وكيف نموت"