avatar

شيخنا صالح العصيمي

alosamimuqtatif

مقتطفات العصيمي
للتواصل 01096225557

Subscribers
1 160
Post views
547
ER
47,2%
Posts
20 110 557
September 15, 07:38

وقد انعقد الإجماع على أنَّ محمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم أفضل الأنبياء؛ نقله جماعةٌ؛ منهم: القاضي عياضٌ اليحصبيُّ، وأبو العبَّاس ابن تيميَّةَ الحفيد.
واختلف أهل العلم هل هو صلَّى الله عليه وسلَّم أفضل مِن آحادهم، أم أفضل مِن مجموعهم؟
فجزموا أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم أفضل مِن آحادهم؛ أي إذا عُدل بغيره مِن الأنبياء فهو أفضل.
فإذا قيل: أيُّهما أفضل؛ محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم أم آدم عليه الصَّلاة والسَّلام؟ فالجواب: محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهلُمَّ جرًّا.
وقد تقدَّم قول أبي هريرةَ عند الخلَّال وغيره: "وخيرهم محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم".
ثمَّ اختلف أهل العلم: هل هو أفضل مِن الأنبياء جميعًا؟؛ أي لو خُيِّر بينه وبين بقيَّة الأنبياء فهل يرجح بهم أم لا؟
قولان لأهل العلم؛ أصحُّهما: أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أفضل مِن جميعهم؛ لأنَّ أمَّته صلَّى الله عليه وسلَّم تَرجُح بالأمم جميعًا، فكما فَضُلت أمَّته على جميع الأمم؛ فقد فَضُل على جميع الأنبياء والرُّسل، فهو أفضل خلْق الله.
وقد انعقد الإجماع على أنَّه أفضل خلْق الله.
وما يقع في كلام بعضهم مِن قولهم: (إنَّ العرش أفضل) غلطٌ؛* وإنَّما الصَّواب أنَّ العرش أعظم.
فأعظم مخلوقات الله: العرش، وأفضل مخلوقات الله هو محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم.
والعظمة مأخذٌ مِن مآخذ التَّفضيل، فالعرش له مقامٌ كريمٌ، لكن بمجموع ما لمحمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم مِن الفضائل فهو صلَّى الله عليه وسلَّم أفضل الخلْق على الإطلاق.
📚
شرح (أعلام السُّنَّة المنشورة لاعتقاد الطَّائفة النَّاجية المنصورة للعلَّامة حافظٍ الحكميِّ) للشَّيخ صالح بن عبد الله بن حمدٍ العصيميِّ ١٤٤٣

August 20, 20:15

- "ثمَّ ختم المصنِّف بما أَورده مِن قول الفُضيل بن عياضٍ: "ما أدرك مَن أدرك بكثرة الصَّلاة والصِّيام؛ وإنَّما أدرك بسَخاء النَّفس، وسلامة الصَّدر، والنُّصح للأمَّة". ومراده: أنَّ السَّبْق لم يقع بالأمر الظَّاهر فقط؛ بل وقع بأمرٍ باطنٍ عظيمٍ. وليس المراد مِن قوله: التَّزهيد مِن الأمر الظَّاهر - وهو كثرة الصَّلاة، والصِّيام -؛ وإنَّما الإشادة بالأمر الباطن - وهو سخاء النَّفس، وسلامة الصَّدر، والنُّصح للأمَّة. ونظير هذا: ما صحَّ عن بكر بن عبد الله المُزنيِّ أنَّه قال: "ما سَبَقهم أبو بكرٍ بكثرة صلاةٍ، ولا صيامٍ؛ وإنَّما بشيءٍ وقر في القلب"… وقد جاء عن إسماعيلَ ابن عُليَّةَ أنَّه قال: «الَّذي وقر في القلب: سلامة الصَّدر، والنُّصح للمسلمين»".
-
📚
شرح (تعليم الأحبّ أحاديثَ النَّوويِّ وابن رجب للشَّيخ فيصل بن عبد العزيز آل مباركٍ)

August 20, 20:15

ثلاث تقريرات لشيخنا تعين على فهم كثير من عبارات السلف، وفيها التنبيه على ما يسمى بالقراءة الناقدة:
- "فينبغي أن يتعاطى طالب العلم كتب الأوائل وكلام السلف بالإعظام والإجلال فإن ذلك يرجع عليه بالمنفعة ، والقانون الميسِّر لذلك هو أن يعتمد الإنسان الأخذ بالقراءة المتفهمة لا الأخذ بالقراءة الناقدة فإن القراءة الناقدة أمر محدث ولا يجري على أصول الإسلام وقواعده وأحوال السلف رحمهم الله تعالى فإن من جعل نظره إلى كل كلام يقرؤه بعين النقد أنس بهذا وصار عادة له فَراجَ في كلامه صرف التُهم إلى الخلق ، وأما من يقرأ قراءة متفهم فهو الذي يحاول الوصول إلى فهم تلك الأحوال والمدارك التي كانوا عليها أو تكلموا بها ، فإن فهمها حمد الله على ذلك وإن لم يفهمها ردّ علمها إلى الله سبحانه وتعالى وما صار عليه النّاس من الجراءة على كتب الأئمة تحت دعوى القراءة الناقدة فهذا مما أضرّ بعلومهم وإذا كان هذا في الناشئة صارت الحال أشد وأشد".
-
📚
شرح حديث إنّ أغبط أوليائي لابن رجب
- "روى الخطيبُ في "اقتضاء العلم العمل": (أنَّ القاسمَ بنَ مُخَيْمرة أراد أنْ يتعلمَ النحوَ، فقال له معلمُه:" قل: ضرب زيدٌ عمرًا" قال: لم ضربه؟ قال: "هكذا المثال" قال: شيءٌ أوله كذبٌ وآخره بغيٌ، لا أريده). فلا يأتينا أحدٌ، فيقول لماذا تدرسون النحو؟ نقول: هذه مِنْ نفثاتِ المصدورِ وأحوالِ المكدورِ التي تجري عليه؛ لِلَمَحَانِ معنىً أعظمَ مِن هذا المعنى، ليس مقصودُه عيبَ النحوِ، ولكنْ المقصودَ عيبُ الاشتغال بما لا نَفْعَ فيه، سواءً في النحو أو غيره. اضرب أمثلةً مِن آيةٍ من حديثٍ، مِن كلمةٍ مفيدةٍ تفيدُ الناسَ وتغرسُ فيهم معانٍ ساميةٍ، هذا مطلبٌ مِن مطالبِ ضَرْبِ الأمثلةِ، خاصةً في علومِ العربيةِ، وليس مجردُ ضَرْبِ المثالِ. فهو لمَّا كان علمُه كاملًا، وإيمانُه تامًّا لَمَحَ هذا المعنى فقاله، ولم يُرِدْ ذلك عيبَ النحو. يأتي بعضُ الناسِ فيجعلُ كلماتِ السلفِ أدلةً؛ لجهلِه بحالِ السلف، فيأتيه أحدٌ فيقول له: "أين تذهب"؟ قال: "عندنا درسُ نحوٍ". قال: "ماذا تريدُ بالنحو"، قال القاسم بن مخيمرة: (أولُه كذبٌ وآخره بغي)، كيف تشتغلُ بهذا العلم؟". هذا مِن الغلطِ في فَهْمِ كلامِ السلفِ. ويأتي آخر فيقول: قال مالكٌ: (كتابٌ قرأتموه علي في أربعةِ أيامٍ جَمَعْتُه في ستين سنةً لا تفلحون)، ويقول: "ما ينفعُ هذا التعلم". الإمامُ مالكٌ خَرَجتْ منه ذَفْرةٌ ، لا يريدُ حقيقتَها؛ لكنَّه لَمَحَ معنىً آخرَ أعظمُ، وهو أنَّه ليس المقصودُ مِن العلمِ إمرارَ الكتاب =المقصودُ العملُ بما فيه مِن المعاني؛ فلأَجْلِ هذا قال هذا الكلام. مثال ذلك أيضًا قولُ بكرِ بنِ عبدالله المزني: (ما سبقهم أبو بكر بكثرةِ صلاة وصيام، وإنما بشيءٍ وَقَرَ في القلب). فلم يُرِدْ بهذا المعنى أنَّه لم يسبقهم أبو بكر بالصلاة والصيام، بل هو أسبقُهم، لكنْ أراد رعايةَ معنىً آخر وهو ما وَقَرَ مِن الحقائقِ الإيمانيةِ في القلوب. فكلامُ السلفِ إذا لم يُفهمْ على هذا السَّنَنِ يُضِلُّ صاحبَه، ويَجْعَلُه سيفًا مُصْلَتًا في مقابلِ الأدلةِ الشرعيةِ، وكلامُ السلفِ يحتجُّ له ولا يحتجُّ به إجماعًا إلا في قولِ الصحابي على قولين لأهلِ العلمِ. فينبغي أنْ تَفْهَمَ كلامَ السلفِ وَفْقَ الدلائلِ الشرعيةِ، لا وَفْقَ ما يُبديه رأيُك وعقلُك، كما مرَّ معنا في كلامِ القاسمِ بنِ مخيمرة، ولكنَّ المقصودَ أنَّ الاهتمامَ بما هو أعظمُ أولى كما قال القاسم بن مُخَيْمرة: (أوله كذب وآخره بغي لا أريده)، يقصدُ مِن المثالِ الذي ذُكِرَ، لا مطلقَ النحوِ. ومثله قول إبراهيم بن أَدْهم: "أعربْنا في كلامنا فلما نُلْحِن، ولحَنَّا في أعمالنا فلما نُعْرِبْ" لا يقصدُ إبراهيم عَيْبَ النحوِ والغضِّ منه، لكنْ أراد الإنباهَ إلى معنىً أعظم، وهو أنْ تحرصَ على إعرابِ العمل فوقَ حرصك على إعرابِ الكلمِ، لا أنْ تكونَ معربًا في كلامك لَاحِنًا في عملِك. فلابد أنْ تفهمَ كلامَ السلفِ على هذا السَّنَنِ وإلا زلَّتْ بك القدمُ، وضلَّ بك الفهمُ؛ ولأجلِ هذا نُعيد مرارًا أنْ تلقيَ العلمَ لابد أنْ يُؤخذَ عن الرجالِ، ولا يُؤخذُ عن الكتبِ ذواتِ الأقفالِ، فإنَّ الإنسانَ إذا أَخَذَ العلمَ مِن الكتبِ ضلَّ وأَضَلَّ. وهذا وَقَعَ في زماننا هذا في التفسير والعقيدة والحديث والفقه، وازداد الأمرُ سوءًا؛ لأجلِ أنَّ الناسَ ظنُّوا أنَّ فشوَ القلمِ يغنيهم عن أَخْذِ العلمِ عن أهلِه، فصارت الكتبُ في كل مكانٍ، ورَحَمَ الله العلماءَ، فقد كان أحدُهم يتحسَّرُ على مطالعةِ كتابٍ مِن الكتبِ العظامِ، نراه اليومَ في مكتبةِ أصغرِ طلبةِ العلم، ولكنَّه له -إنْ لم يُدَرِّجْ نفسَه في العلمِ- بمنزلةِ السلاح الذي ينتظرُ إصابةَ صاحبِه، فإذا لم يأخذِ الإنسانُ العلمَ عن أهلِه ضلَّ".
-
📚
الشرح على متنِ الآجرامية برنامج تيسير العلم١٤٣٠

August 17, 20:40

‎⁨01005 كتاب pdf الشيخ صالح العصيمي 1_مقامات_فهم_الدرس_العلمي_وتطبيقها_على_عمدة_الأحكام⁩.pdf

August 17, 02:44

📩
والأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في تعيين ساعة الجمعة لا يثْبُتُ منها حديثٌ، لا الأحاديث التي رُويت في أنها مابين أن يجلس الإمام على المنبر، ولا الأحاديث التي رُويت أنها ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، وكلها أحاديثُ ضِعافٌ مُعَلَّةٌ؛ ولكن ثبتَ هذا عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يرونها مابين العصر إلى غروب الشمس، وهذا هو القول الصحيح.
🌟
○   وذكر المصنف -رحمه الله تعالى- بعد ذلك الخُلْفَ في معنى قوله صلى الله عليه وسلم:{ لا يوافقها عبدٌ مسلم وهو قائم يُصلي } وحمَلَ ذلك على المواظبة، وقد جاء تفسيره بأبْيَنَ منه في كلام الصحابة بانتظار الصلاة لأنه في سنن أبي داود لما ذكَرَ عبدالله بن سلام أنها ساعةٌ بعد العصر من يوم الجمعة قال له أبو هريرة (تلك ساعة لا يُصَلَّى فيها) فقال عبدالله بن سَلَام:( ألم يَقُلِ النبي صلى الله عليه وسلم: {من جلسَ مجلسًا ينتظرُ فيه الصلاة فهو في صلاة حتى يُصلي}).
فالمقصود أن انتظار الصلاة بمنزلة الصلاة فيكون العبد جالسًا ينتظرُ الصلاة ويُحْكمُ له حينئذٍ بأنه في صلاةٍ ويُرجى له إصابة الإجابة في الدعاء في هذا الوقت.
📩
تطريز رسالة في تفسير قوله تعالى:{وكذلك جَعَلْنـٰكم  أمةً وَسَطًا …} للعلامة خليل بن كَيْكَلدي العلائي

August 07, 14:28

ومما يُختم به القول:
الإرشاد إلى جملة مما تنتفعون به في علم السيرة:
فالفائدة الأولى:
أن علم السيرة من علوم الشريعة الجليلة، فهو علمٌ يؤخذ بالتلقّي عن الأشياخ، ولا يؤخذ من الكتب، سواء بسواء مع غيره من العلوم الإسلامية، شريعةً ولغةً وغير ذلك من العلوم التي تدور في فلكها، فما يُتوهم أن علم السيرة لا يُحتفل به، ويُتلقى من الكتب، هذا من الجهل بقدره والغلط في أخذه.
والفائدة الثانية:
أن من أراد أخذه فينبغي أن يأخذه وفق ما ينفعه، وأنفع ما يؤخذ به حفظًا أن يحفظ مبتغيه متنين:
أحدهما: هذه الأرجوزة، وهي المبتدأ.
والآخر: ألفية العراقي في السيرة، وهي المنتهى.
والفائدة الثالثة:
أن من الكتب النافعة التي درج عليها علماء الدعوة الإصلاحية رحمهم الله، وكانت رائجةً في البلاد النجدية في قراءة السيرة النبوية في المساجد كتبٌ شهيرة:
منها: السيرة النبوية لابن كثير.
ومنها: سيرة ابن هشام.
ومنها: مختصر السيرة للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
ومنها: زاد المعاد.
فعلى هذه الكتب الأربعة كان يدور أخذ السيرة والانتفاع بكتبها.
وكان رابعها من أكثر الكتب قراءةً في هذه البلاد، وهو كتاب عظيم النفع، قَلَّ نظيره في كتب السيرة؛ لعنايته رحمه الله باستنباط الأحكام، وبيان الفقه في حوادث السيرة.
والفائدة الأخيرة:
أن دراسة السيرة سبيلٌ إلى زيادة الإيمان وتوثقة الإيقان، ذكره القرافي في شرح الأربعين، والذخيرة.
فمن أراد أن يزيد إيمانه ويقوِّي يقينه، فعليه بدراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مرةً بعد مرةٍ، ويجتهد في قراءتها مع أهله، ويحضُّهم على ذلك، ويذكر لهم فائدتها، ويُصبِّر نفسه معهم في معرفة أخبارها، فإن الانتفاع بذلك ظاهر في الدنيا والآخرة، كما تقدم في كلام الزهري.
شرح الأرجوزة المئية في ذكر حال أشرف البرية، بالبكيرية ١٤٣٥
للشيخ صالح بن عبد الله العصيمي

June 27, 03:38

*وقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((دينهم واحدٌ))؛ يبيِّن غلط مَن يخبر عن دينهم بقوله: (الأديان الإلهيَّة) أو (الأديان السَّماويَّة)،* فيجعلها جمعًا؛ وكأنَّها أديانٌ مختلفةٌ.
فالدِّين الَّذي يُضاف إلى الله عزَّ وجلَّ ممَّا بُعث به الأنبياء هو دينٌ واحدٌ، ويُضاف إلى كلِّ واحدٍ مِن الأنبياء في شريعته؛ فهو دينٌ إلهيٌّ أو سماويٌّ في شريعة موسى عليه الصَّلاة والسَّلام، ودينٌ إلهيٌّ أو سماويٌّ في شريعة عيسى عليه الصَّلاة والسَّلام، وهلمَّ جرًّا.
فالدِّين الإلهيُّ السَّماويُّ دينٌ واحدٌ، لا يصحُّ أن يُخبر عنه بأنَّه (الأديان السَّماويَّة)، أو بأنَّه (الأديان الإلهيَّة)؛ فالدِّين السَّماويُّ الإلهيُّ واحدٌ.
*وجمع الأديان له مأخذان:*
*أحدهما: جمع الأديان بإضافتها إلى الله؛* بأن يُقال: (الأديان الإلهيَّة) أو (الأديان السَّماويَّة) وهذا باطلٌ؛ فإنَّ الدِّين الإلهيَّ واحدٌ؛ كما قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((دينهم واحدٌ))، وهذا صريحٌ في اتِّفاق دين الأنبياء في أصله؛ وهو التَّوحيد.
*والآخر: جمع الأديان بإضافتها الى المبعوثين بها مِن الأنبياء والرُّسل؛* بأن يُقال: (أديان الأنبياء)، أو (أديان الرُّسل)؛ وهذا جائزٌ لأنَّه باعتبار اختلاف الشرائع.
ومثل هذا: (الكتب السَّماويَّة)؛ فإنَّه يسوغ جمعها؛ باعتبار نُزولها على الأنبياء المختلفين.
*فعُلم ممَّا تقدَّم أنَّه يجري في اللِّسان ثلاثة ألفاظٍ:*
*الأوَّل: (الأديان الإلهيَّة أو السَّماويَّة)؛* وهذا ممنوعٌ منه.
*والثَّاني: (أديان الأنبياء أو أديان الرُّسل)*؛ وهذا جائزٌ؛ لاختلاف أديانهم باختلاف الشَّرائع.
*والثَّالث: (الكتب السَّماويَّة)*؛ وهذا جائزٌ أيضًا؛ لاختلاف الكتب المنزَّلة على الأنبياء.
📚
شرح (أعلام السُّنَّة المنشورة لاعتقاد الطَّائفة النَّاجية المنصورة للعلَّامة حافظٍ الحكميِّ) للشَّيخ صالح بن عبد الله بن حمدٍ العصيميِّ ١٤٤٣

June 13, 04:46

June 13, 04:46
Media unavailable
1
Show in Telegram

May 29, 14:24

ثمَّ بيَّن المصنِّف أنَّ للمرأة شرطًا يتعلَّق بالاستطاعة؛ وهو صُحبة مَحْرَمٍ لها؛
فإنَّ ممَّا يُمكِّن المرأة مِن الفعل وجود مَحْرَمٍ معها؛ كما ذهب إلى ذلك جمهور أهل العلم؛ لصحَّة الآثار المرويَّة عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في ذلك.
وما رُوي على خلاف ذلك: فهو إمَّا صحيحٌ لكنَّ الاستدلال فيه ضعيفٌ؛
لأنَّه استدلالٌ بدليلٍ في غير مورده،
وإمَّا غير صحيحٍ.
ولم يثبت عن أحدٍ مِن الصَّحابة رضي الله عنهم الإذنُ للمرأة بالحجِّ والعمرة بغير مَحْرَمٍ.
وما ثبت في (الصَّحيح) مِن حجِّ أمَّهات المؤمنين في عهد عمرَ رضي الله عنه فليس في الآثار ما يدلُّ على أنَّهنَّ كُنَّ بغير مَحْرَمٍ.
وهُنَّ أتقى لله عزَّ وجلَّ مِن أن يخالفن أمْره، وعُمرُ رضي الله عنه أتقى لله مِن أن يخرجهنَّ دون مَحْرَمٍ.
على أنَّ أمَّهات المؤمنين لهنَّ مِن العفاف والعناية بحفظهنَّ ما ليس لغيرهنَّ مِن النِّساء.
فالاستدلال بذلك ضعيفٌ مِن جهة المعنى.
وأمَّا ما رُوي عن عائشةَ أنَّها أَذِنت بذلك وقالت: "ليس كلُّ النِّساء يجِدْن مَحْرَمًا"؛
فهذا رواه ابن أبي شيبةَ بإسناد منقطعٍ.
فلا يثبت عن الصَّحابة أبدًا حرفٌ واحدٌ أنَّهم أباحوا ذلك أو أجازوه.
فالصَّحيح:
أنَّ المرأة لا يجوز سفرها إلى الحجِّ مع غير مَحْرَمٍ؛ ولو مع نساءٍ مأموناتٍ؛ خلافًا لمذهب الشَّافعيِّ، واختيار جماعةٍ مِن أهل العلم؛ كأبي العبَّاس ابن تيميَّةَ الحفيد.
📚
شرح (بُغية النَّاسك في أحكام المناسك للعلَّامة محمَّد بن أحمدَ البهوتيِّ) للشَّيخ صالح بن عبد الله بن حمدٍ العصيميِّ ١٤٣١