قناة أحمد بن يوسف السيد
يُنشر رابط التسجيل غداً الساعة 7:00 صباحا بإذن الله تعالى ويبقى مفتوحا عدة أيام.
التسجيل في برنامج البناء المنهجي-6 يُفتَح بعد أقل من 24 ساعة بإذن الله تعالى.
نسعى لتطوير مستوى البرامج العلمية، ونتعلم من أخطائنا، ونحاول أن نسد الخلل ما استطعنا، وهمّنا هو تقريب علوم الإسلام للراغبين، ونطمح لتوفير برامج في مختلف المجالات المعرفية الإسلامية المتعلقة بالتراث والمتصلة بالواقع، مع محاولة العناية الدائمة بالجانب التزكوي،…
العدوّ المجرم لم يتوقف عن القصف في غزة، وعادته أنه يزداد سعاره قبل حلول وقت تنفيذ الهدنة في كل مرة، فهو عدو مجرم لا يعرف الخير ولا يهتدي إلى برّ.
فنسأل الله أن يحفظ إخواننا في غزّة ويصرف عنهم شر عدوهم ونسأله سبحانه أن يرد كيد العدوّ في نحره.
مفهوم النصر الشرعي لا يقتصر على الغلبة العسكرية، وهذا مقطع في ذلك مقتبس من سلسلة السنن الإلهية:
#غزة
لقد كان مراد العدو في حرب غزة -والذي لم يتخيل أنه سيقف يوماً دون تحقيقه-:
1- تحرير الأسرى بالقوة.
2- إنهاء المقاومة في غزة.
3- البقاء في المحاور الحدودية وفي مناطق متقدمة في غزة.
4- تهجير أهل غزة وإفراغ الشمال من سكانه للأبد.
والذي كان يقال ويُخشى أكثر من ذلك بكثير من تهجير جميع أهل غزة إلى سيناء أو غيرها، ومن بناء المستوطنات داخل غزة ومن تغيير وجه غزة على كل المستويات.
وها قد انتهت الحرب ولم يتحقق مراد العدو، ولم يحصل أي هدف من هذه الأهداف التي خسر كل شيء من رصيده الاستراتيجي في سبيل تحقيقها.
وقد اعترف بن غفير أن هذه الصفقة هي صفقة استسلام، وذكر سموتريتش أن صفقة التبادل كارثة للأمن القومي لإسرائيل. هذا كلامهم بأنفسهم.
والشيء الوحيد الذي تحقق للعدو هو:
تدمير البيوت وتخريب البنية التحتية وقتل آلاف الناس من المجاهدين ومن المدنيين والأطفال والنساء، وأسر المئات -ممن سيُفرج عنهم قريبا بإذن الله-،
ولا شك أن هذا مصاب عظيم، وألم كبير، وأنه وجع أقض مضاجع الأمة كلها،
ولكنه كان مصحوبا بالصبر والثبات والإيمان -وهذا الثبات بحد ذاته فوز عظيم في ميزان الله- ونسأل الله أن يجبر أهلنا ويعوضهم خيراً.
أما الخسارة الاستراتيجية التي تحققت للكيان المحتل فلا يمكن علاجها أبد الدهر وستكون من أهم عوامل انحداره السريع إلى الهاوية بإذن الله تعالى، هذا من ناحية الأسباب المادية.
أما من ناحية السنن الإلهية،
فقد ارتكب العدو من المجازر وطغى وأفسد بالقدر الذي استعجل معه سنة إهلاك الله للمجرمين، والتي ننتظر تحققها فيهم في المستقبل القريب وليس البعيد بإذن الله تعالى،
كما أنه في ميزان السنن الإلهية، فقد ابتلي أهل غزة وصبروا وثبتوا ثباتا لعله يقرّبهم إلى سنة النصر والتمكين قربا بالغا.
وقد سبق أن بينتُ في سلسلة السنن الإلهية
أن من صور النصر في الميزان الشرعي: أن يمنع الله أعداءه من أن يبلغوا مرادهم في عباده المؤمنين، ويحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم فيهم خاصة إذا كانت كل الأسباب المادية في صالح العدو.
كما أنّ من أعظم الثمرات التي يسر الله تحقيقها بسبب تداعيات أحداث غزة: تحرير سوريا من الطاغية الأعظم، فقد كان تغير معادلات المنطقة من أهم أسباب تحرك مجاهدي سوريا لتحرير البلاد، وهذا من جملة أسباب الفتح الرباني الذي حصل، وكله بقدر الله.
الحمد لله رب العالمين،
الحمد لله على سلامتكم يا أهل غزة الكرام،
الحمد لله يا تيجان الرؤوس،
والحمد لله الذي حال بين العدو وبين بلوغ مراده ورده عنكم صاغراً.
لماذا نطلب العلم؟
ولماذا ندرس في برنامج البناء المنهجي وأمثاله؟
وعدوا بإنهاء المقاومة في غزة، وأكدوا أنهم لن يقفوا دون تحرير الأسرى بالقوة، وشددوا على أنهم لن يغادروا المحاور التي احتلّوها، ودمروا كل شيء في سبيل ذلك، واستعملوا آخر ما توصلت إليه علوم البشر واختراعاتهم وصناعاتهم في التجسس والمراقبة والتفتيش والقتل على مدار…
وعدوا بإنهاء المقاومة في غزة، وأكدوا أنهم لن يقفوا دون تحرير الأسرى بالقوة، وشددوا على أنهم لن يغادروا المحاور التي احتلّوها، ودمروا كل شيء في سبيل ذلك، واستعملوا آخر ما توصلت إليه علوم البشر واختراعاتهم وصناعاتهم في التجسس والمراقبة والتفتيش والقتل على مدار الساعة، وارتكبوا أبشع المجازر وأشنعها، في ظل دعم من أعتى القوى الدولية،
ثم هاهم يجلسون على طاولة المفاوضات، للخروج بصفقةٍ تناقض كل الأهداف التي أكدوا بأنهم لن يتنازلوا عنها.
نعم، الألم شديد، والجراح غائرة، والمصاب عظيم،
ولكنّ المشهد المرتقب لخروج العدو متراجعا عن كل تلك التهديدات التي ملأ بها الدنيا ضجيجا، وانسحابه خاضعا لشروط لا يريدها ولا يرضى بها مع امتلاكه كل أدوات القوة والقهر والجبروت، مع بقاء ضربات المقاومة تلاحقه إلى آخر يوم في غزة = مشهدٌ شريف عزيز يقرأ الإنسان فيه خذلان الله للطاغية المجرم، وتثبيته لقلوب المؤمنين، ويبشر بفأل قادم تتحقق فيه سنة النصر على تمامها ثم التمكين إن شاء الله، بعد أن مضت شدة البلاء والامتحان والتمحيص، إذا أُخِذ لما بقي بما يجب من التكليف وتحقق التمييز بين الطيب والخبيث.
والله يجبر المصاب، ويعظم الثواب، ويحيق بالظالمين سوء العذاب.