
الشاعر بسام شانع
القناة الرسمية الخاصة
#بالشاعر_بسام_شانع
على التلجرام
اضغط على الرابط واشترك الآن
#لمتابعة_كل_جديد
👍
telegram.me/bssamshana
غزة ليست ورقةً تُساوَم، ولا كيانًا يمكن إملاء المصير عليه، إنها الفكرةُ التي كُتِبَت بمداد المعاناة، والتي استعصت على كل محاولات المحو والتشويه، وها هي اليوم تواجه آخر فصول المؤامرة، بثباتٍ يفضح خواء الخصوم.
ما لا يدركه ترامب وأمثاله، أن هذه التصريحات، في جوهرها، ليست إعلان قوةٍ بقدر ما هي صرخةُ يأسٍ تعكس مأزق المشروع الصهيوني، الذي لم يحصد من صفقاته وخططه سوى الفشل المتراكم. فما كان لزعيمٍ يثق بانتصاره أن يهدد بالتهجير والاحتلال، لو لم يكن يائسًا من كسر إرادة شعبٍ لم ينحنِ.
إن غزة، كما فلسطين كلها، ليست مجرد ساحة صراع، بل هي محكُّ أخلاقيٌّ للتاريخ. ومن وقف في صفّ الطغيان اليوم، سيلفظه الزمن غدًا. فكم من طغاةٍ مرّوا، وكم من أباطرةٍ تصوروا أن قوتهم أزلية، فابتلعهم التاريخ غير آسفٍ عليهم!
أما غزة، أما فلسطين، فليست قصةً تنتهي بقرار، بل ملحمةٌ تكتبها الأيام، وسينتصر فيها من امتلك الأرض، لا من ادّعى أنه يملك القرار.
#بسام_شانع
ليس أشدَّ وطأةً على إمبراطوريةٍ من أن تتحول قوتها إلى عبء، وأن تُدفع بعظمتها نحو هاويةٍ لا ترى حافتها. من يتأمل المشهد العالمي بعين البصيرة، لا بعين الانبهار بالسطحيات، يدرك أن أمريكا اليوم ليست في صعود، بل في انحدارٍ مضطردٍ نحو مصيرٍ محتوم. لا يخدعنك بريق ناطحات السحاب، ولا يغرّك زخم التكنولوجيا المتدفقة من معاملها، فالتاريخ يروي لنا أن الانهيارات العظمى تبدأ من حيث يظن أصحابها أنهم في ذروة المجد.
إنها سنةٌ تاريخيةٌ لا تحابي أحدًا؛ كل حضارةٍ بلغت منتهاها، تفاجأت بأن ذلك المنتهى كان الهاوية. هكذا انهارت روما، وهكذا تهاوت قرطاجة، وهكذا ابتلعت الرمال حضاراتٍ أقدم وأرسخ، وهكذا يقف العالم الآن متسمّرًا يترقب كيف تُسقط أمريكا نفسها في فخٍ نصبه لها غرورها.
ليس التحدي الذي يواجه أمريكا تحديًا خارجيًا، فليس هناك خصمٌ يُرعبها، وليس هناك قوةٌ تنازعها على عرش الهيمنة المطلقة، بل إن العدو الأكثر فتكًا جاء من داخلها، جاء من بنيتها ذاتها، من توازناتها المختلة، من شراهتها المفتوحة على كل شيء، من لعنة الطغيان الاقتصادي، ومن لعنة الغطرسة السياسية، ومن لعنة اليهود التي لم تنجُ منها أمةٌ من قبلها.
لقد فاضت خزائنها بالثروات حتى استحالت عبئًا، واشتد جبروتها حتى بدأ يلتهمها، وتراكمت لديها العلوم حتى أصبحت وقودًا لفوضى لا تُحكم، لا نظامًا يُضبط. إنها حضارةٌ حطمت سقف العالم، لكنها لم تدرك أن السقف حين يُحطَّم، فإن الانهيار يصبح مسألة وقتٍ لا أكثر.
قد يرى البعض في اتساع النفوذ الأمريكي، وفي طغيان قوتها الاقتصادية والعسكرية، علاماتِ رسوخٍ وثبات، لكن سنن الله لا تقرأ بهذا المنظار القريب الضيق. إنما تُقرأ بلغةٍ أخرى:
"حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ"
إنها تلك اللحظة التي تتوهم فيها الأمم أنها بلغت الذروة، بينما هي في الحقيقة قد دخلت مرحلة الأفول. لحظةٌ من النشوة، تسبق السقوط المدوي. لحظةٌ تظن فيها أنها وصلت إلى سيادةٍ أبدية، بينما يدبُّ في أطرافها الخراب دون أن تدرك.
ليس ثمة ما يستنزف أمريكا اليوم أكثر من نفوذ اليهود في قلب منظومتها السياسية والاقتصادية. إنه سرطانٌ ينهش في عافيتها، يورطها في صراعاتٍ ليست لها، يحكم قبضته على دوائر صنع القرار، يفرغها من هويتها، ويدفعها لتكون آلةً طيعةً لمشاريع لا تمت لها بصلة.
والمفارقة الكبرى أن اليهود، الذين طالما تفننوا في استنزاف الأمم، هم ذاتهم الذين زرعوا بذور الانهيار في قلب أمريكا، كما زرعوها يومًا في قلب الإمبراطوريات التي سبقتها. العالم اليوم يضجُّ من اليهود، لكن أمريكا لا تزال غافلة، تسير إلى نهايتها بخطى ثابتةٍ يظنها العالم انتصارات.
إنها ليست نبوءة، بل هي قراءةٌ للتاريخ، واستقراءٌ لسير الأمم. أمريكا اليوم، بكل علومها، بكل تفوقها، بكل قوتها الجبارة، تمشي بخطواتٍ ثابتةٍ نحو ذات المصير الذي انتهت إليه حضاراتٌ سبقتها. ليس السؤال: هل ستنهار؟ بل متى؟ وكيف؟
وإذا كانت كل تلك الحضارات قد دانت في مجدها للأنهار، فإن أمريكا تدين في سقوطها للعواصف التي صنعتها بيديها. ليست مسألة إن كان الانهيار آتيًا، بل متى سيدرك القابعون في وهم العظمة أنهم كانوا يسيرون منذ البداية نحو نقطةٍ لا عودة منها.
#بسام_شانع
أبيات ترحيبية بـا أصحابنا من قبايل
#خبزة
الأبية أثناء زيارتهم لمحافظة
#صعدة
ويليها القضاء.
بدع
#الشاعر_بسام_شانع
مرحبــــا مــــن معزَّة
ومـــن تقديــــر وشعـــور بـ العزة
يـــا قبايـــــــل معِزَّة
مذِلَّة والمغــــــــــــــــازي مغازيها
قلعة الشــــــام "غزَّة"
ودرع المنطقــــة واليمــن "خبزة"
لا بـ "شمَّــر" و"عنزة"
ولا بأرض العـــرب مــــن يوازيها
حـــذِّر المستفــــزَّة
مــــــن الـزلـزال ذي هزَّتـــــه هزَّة
رعشتـــــه مشمئزة
تُشـــق الأرض مــن تحـت غازيها
عاد فـ النفـــس حزَّة
وتشتي هنـــد تاكـــل كبِـد حمزة
قهــر والقهـــر وخزة
وسكتــة قلــــب يلعــــن عوازيها
فــك نـــورة وموزة
كمنــــدوز اليهـــــــــودي ومارنزه
واعلن الغرب عجزه
وعزَّاهـــــا ومـــا احــسن تعازيها
جيـــش ميري و بِزَّه
ورصَّ أرتـــــال فِرزة قفــــا فِرزة
عَرض والعَرض برزة
وعـــار البنت مـــــن عـــار بازيها
دنَّقــت بعـــد ركزة
وذلَّــت نــــــاس بالنـــاس معتزَّة
والألف صـار همزة
بـ سجدة مااستحت من مخازيها
جزَّت الضرع جزَّة
ورى ما ابتـــــزَّته كــــــــل مبتزَّة
وألـــف مزَّة ومزَّة
رزيَّة واحـــــــدة مــــــن روازيها
الجواب من الشاعر
#ابوهمام_الخبزي
من موده وميزة
ومن تقدير يظهر لكم كنزه
يارجاجيل حمزة
مواقفكم لها الله جازيها
ماحدا مد غزة
وسد البحر بالقفل والرزة
والصواريخ ذي مستفزه
لليهودي ونازيها
غير جيش اليمن بان رمزه
والخليجي ظهر عجزة
من قد الله عزة
فما العالم بقوة يوازيها
دام شعب اليمن فز فزة
وحد الكاف والهمزة
قوة الله حرزة
معانا ألغاز مالغرب حازيها
اليمن.. حيث الجبال تتكئ على سواعد الرجال.
هنا، في الأرض التي وشمتها الشمس بقُبلٍ من ذهب، ونقشت على جبالها ملحمة الكبرياء، تنبض القبائل اليمنية بروحٍ أزلية، كأنها شريانُ الأرض الذي يضخ الحياة في صخورها الوعرة. لا تُشبه القبائل هنا نظيراتها في أي أرضٍ أخرى، فهي ليست مجرد كُتلٍ سكانية، بل أممٌ قائمةٌ بذاتها، ذات شِفراتٍ لا يفكّ طلاسمها إلا من خبرها، وتقاليدٍ تنحني لها السنون، وقوةٍ لا تهرم مهما اشتعل الشيب في لحى رجالها.
في اليمن، لا تُحَدّد الجغرافيا مصائر الناس، بل هم من ينحتون قدرهم بأيديهم. وإذا كانت بعض الشعوب قد وجدت هِبات الطبيعة ممهدةً لها طريق الحضارة، فإن القبائل اليمنية لم تجد إلا الجبال الشاهقة، فحملتها على أكتافها، وحوّلتها إلى قلاعٍ من العزّة، وسدودٍ من الإرادة، وأبراجٍ تراقب منها سماء الكرامة، فلا يُحلق في أفقها إلا من عرف معنى المجد.
هنا يولد الرجال وسيوفهم مشحوذة ، كأن الحديد قد التصق بالعظم، وكأن الطلقات صدى لنبض قلوبهم. يُفطم الطفل على أزيز الرصاص، وتكون أولى لُعبه مقبض خنجرٍ مُذهّب، وأولى دروسه كيف يكون رأسه شامخًا حتى وهو في حضن أمه.
لم يُولدوا ليكونوا رعايا، بل ليكونوا أسياد الأرض، وحراس التاريخ، وسَدَنة الكرامة التي لا تُشترى ولا تُباع. كل رجلٍ فيهم مقاتل بالفطرة، وكل بيتٍ حصنٌ، وكل جبلٍ معقلٌ للصمود.
ليسوا أرقامًا في سجلات الإحصاء، بل حكاياتٌ من نارٍ وبارود، كلٌّ منهم سطرٌ في سفر البطولة، وكلٌّ منهم صخرةٌ لا تنكسر حتى لو جثمت فوقها جيوش العالم بأسره. لا يحتاجون إلى معسكراتٍ لتعليمهم القتال، فقد تعلموه قبل أن يتعلموا النطق، ولا إلى من يُلقّنهم معنى الشرف، لأن الشرف هنا ليس مجرد كلمة، بل شريعة حياة.
وحين يَحِنّ السلاح بين أيديهم، يعرف العدو أنه يقف أمام رجالٍ لم تُصنع قلوبهم من لحمٍ ودم، بل من حديدٍ ونار، وأنهم لا يقاتلون ليعيشوا، بل يعيشون ليقاتلوا .. في سبيل ما يقدّسونه: الأرض، العرض، والكرامة التي لا تقبل المساومة.
هذه القبائل ليست مجرد نواصي خيولٍ متأهبة، ولا زغاريد بنادق مشتعلة، بل هي أيضًا ميزانٌ دقيق، يعرف متى يُشهر السلاح، ومتى تُفرش مجالس الصلح. إنها فن الحرب، كما أنها فن الحكم، فلا تندفع بغباء، ولا تتراجع بجبن. في السلم، تحكمها أعرافٌ وقوانينٌ أشد صرامةً من أي دستور، وفي الحرب، تحكمها عقيدةٌ راسخةٌ بأن الشرف أغلى من الحياة.
هي حِصن الدولة حين تهتز، وصوتُ الشعب حين يصمت الآخرون، وكفُّ الميزان حين تنحرف الموازين. وحين تُنسَج المؤامرات في العواصم البعيدة، تظلّ القبيلة هي العقدة التي لا تُحَلّ، والسؤال الذي لا يملك الغزاة له جوابًا.
التاريخ لا يُكتب فقط بالحبر، بل بالدم الذي يتشابه في لونه أينما أُريق. هناك، حيث تنزف القدس، حيث ينام الأطفال على أزيز الطائرات، ويستيقظون على أنقاض بيوتهم، حيث الكرامة تُداس تحت جنازير الاحتلال، هناك، تنظر القبائل اليمنية إلى فلسطين كما ينظر الأخ إلى أخيه الجريح، فتغلي في العروق نارٌ لا يُطفئها إلا فعلٌ يُثبت أن العروبة ليست خرافةً على ألسنة المتخاذلين.
لم تكن اليمن يومًا أرضًا تشاهد بصمت، بل كانت دائمًا أرض الفعل، وحين تهتف القبائل باسم غزة، فإنها لا تهتف بالكلام وحده. تُنظَّم الفعاليات، تُجمع التبرعات، تُطلق القوافل، لكن هذا لا يكفي، فالرصاص وحده هو اللغة التي يفهمها الاحتلال.
هكذا، حين تلوح في الأفق رايات المقاومة، لا تتردد القبائل في إعلان جهوزيتها، فهنا، لا تُعرف الحدود، ولا تمنع المسافات من تلبية النداء. وإن كان شبه الجزيرة بالكامل يفصل بين صنعاء وغزة، فإن الدم الواحد يجعل المسافة بينهما أقرب من شرايين القلب لبعضها البعض.
العالم الذي اعتاد أن يرى الشعوب تُطأطئ رؤوسها أمام المدافع، لم يفهم بعد أن هناك شعوبًا لا تُنكّس أعلامها حتى لو احترقت الأرض تحت أقدامها.في الغرف المظلمة، حيث تُرسم الخرائط، ظنّ البعض أن القبائل قد تُشترى بالذهب، أو تُفتت بالسياسة، لكنهم لم يدركوا أنهم يواجهون إرثًا من الصلابة، يتوارثه الأبناء كما يُورَّث السلاح.
ليس في تاريخ اليمن صفحةٌ كُتبت بالاستسلام، وليس في ذاكرتها سطرٌ قيل فيه: "كنّا ولم نعد".فيا أيها العالم، إذا كنت تجهل معنى الكبرياء، فانظر إلى القبائل اليمنية، فإنها دروسٌ مكتوبةٌ بالحبر الحيّ، في كتاب لا يمحوه الزمن، ولا تغلقه المؤامرات.
وحين تظنّ أن الجبال قد تنحني، فتذكّر أن القبائل ليست صخورًا صامتة، بل براكينُ تنتظر اللحظة التي تثور فيها،
فتُعيد رسم التاريخ من جديد.
#بسام_شانع
#القبيلة_تتحدى_الصهاينة
إذا كنت لا ترى في اليهود أشد عداوة لك من أي طرف آخر، وتعتقد أن الخطر الأكبر يأتي من جهة الشيعة،
فأنت بلا شك على صواب... ولكن ليس كما تتخيل.
لنفكك المسألة بهدوء
: القرآن الكريم أوضح بما لا يدع مجالًا للجدل أن اليهود هم أشد الناس عداوة
للذين آمنوا
.
لاحظ هنا العبارة:
"للذين آمنوا
"،
وليست
"
للذين نافقوا
".
بعبارة أخرى، إذا كنت لا تجد في اليهود خصمًا لدودًا، فأهنئك! لقد خرجت رسميًا من دائرة
"الذين آمنوا"،
ودخلت نادي المنافقين الذي، على ما يبدو، يروق لليهود كثيرًا.
يقول الله تعالى:
(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً
لِلَّذِينَ آَمَنُوا
الْيَهُودَ)
.
إذن
، من لا يعاني من عداوة اليهود هو حتمًا ليس من "
الذين آمنوا".
لا توجد منطقة رمادية هنا، ولا مساحة للتفسيرات المريحة.
فإذا كانت العلاقة بينك وبين اليهود أشبه بحفل شاي دبلوماسي، فأنت بلا شك أقرب إلى وصف الآية الأخرى:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ نَافَقُوا
يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ: لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ
).
نعم، هذه العلاقة الحميمة بين المنافقين وأهل الكتاب ليست مجرد صدفة.
إنها شراكة قديمة قوامها المصالح المشتركة والنيات الخبيثة، يتعاهدون على الوقوف معًا، ويتبادلون وعود النصرة والدعم، بينما يشهد الله على كذبهم المتقن:
(وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ).
الحقيقة المرة؟
اليهود ليسوا فقط أعداءً للمؤمنين، بل أيضًا إخوة للمنافقين.
فإذا كنت لا ترى عداءً واضحًا منهم تجاهك، فلا تلُمهم، بل اسأل نفسك:
إلى أي معسكر تنتمي؟
والمفارقة الساخرة؟
أن من يصر على توجيه بوصلته نحو عداوة الشيعة متجاهلًا الخطر الأكبر، يبدو وكأنه يقف في منتصف ميدان معركة، لكنه يصر على قتال ظله بدلًا من خصمه الحقيقي.
إذن،
أيها المطمئن لليهود، المطمئن جدًا لدرجة أنك لا تجدهم "أشد الناس عداوة"، استمتع بموقعك الجديد في معسكر النفاق. ولا تقلق، اليهود سيرحبون بك كأخ عزيز، طالما أنك تلعب دورك بإتقان.
بسام شانع
"فلسطين.. ليست أستراليا ولا نيوزيلندا ولا أمريكا"
حين تنظر الأوطان بعيني التاريخ، وترى الشعوب من خلف غبار الحقب المتراكم، يعلو السؤال كبرقٍ يقدح في الظلام: أي جنونٍ هذا الذي يجعل الأرض تُختزل في مسمى "اكتشاف"؟! وكيف يُقال عن وطنٍ نابض بالحياة إنه وُجد صدفة، كجزيرةٍ طافية في بحر التيه،؟! تلك الحكايات الساذجة التي تبرر اغتصاب الأرض باسم الحضارة، ليست سوى خدعة عفى عليها الزمن، هي محض أوهام ولدت في عقولٍ أشرأبت نحو الهيمنة، وانطفأت بؤرها في زوايا العار.
أن تُعامَل الشعوب الأصيلة كأنها صدىً باهت لبدائية مندثرة، كأنها مخلفات رحلةٍ غابرة في سلم التطور الإنساني، فهذا ذروة الاستعلاء وغرور العدم. الشعوب ليست أحافير تُطمس، ولا كائنات عابرة تُستباح. هي أرواحٌ ضاربة بجذورها في تربة المجد، حكاياتٌ محفورة في صخور الأرض وذاكرة السماء. ما كان يُمارس في القرون الغابرة من تبرير إبادة الآخر باسم الحضارة، لم يعد إلا صفحة سوداء يفرّ منها التاريخ الحديث بخجل.
أنتم الآن تقفون في القرن الحادي والعشرين، حيث تشرق شمس الوعي بلا حجاب، وحيث ذاكرة الشعوب تحرسها عيون الكاميرات وأقلام التوثيق. هذا الزمن ليس امتدادًا لعصورٍ ظننتُم فيها أن الأرض لعبةٌ تُوزَّع، والشعوب أحجارٌ تُزاح من الطريق.
فلسطين ليست نيوزيلندا التي استباحتها أحلام الأوروبيين البيضاء، ولا أستراليا التي دفنوا شعوبها الأصلية في صمتٍ قاتل. فلسطين ليست قارة جديدة تنتظر مغامرًا يزرع فيها أعلامه، ولا غنيمة سهلة تُغلفها أساطير الغزو. فلسطين هي جوهر الروح العربية، قبلة الأديان، وصوت الحق الذي لا يُقهر. هي أرض الأنبياء، ومهد الإيمان، ومعقل الكرامة التي لا تُساوم.
الفلسطينيون ليسوا قطعانًا مشتتة في براري التاريخ، ولا شعوبًا بدائية تنتظر طمسها. هم أمةٌ متجذرة، تربطهم بأرضهم علاقة أعمق من الجغرافيا، وأقدس من الحدود. هم أبناء الحضارة، وأحفاد القِبلة الأولى، ومؤمنون يواجهون آلة الطغيان بجسارةٍ تثير خشية العالم. يحملون في صدورهم قوةً تتجاوز كل معادلات القوة المادية، وتنسج حكاية لا تنكسر تحت أي ظرف.
أما مشروعكم الاستيطاني في فلسطين، فهو محاولة بائسة لتكرار تجربةٍ ماتت في أحشاء التاريخ. لكنه، هذه المرة، يقف عاجزًا أمام أرضٍ ليست كأي أرض، وشعبٍ ليس كأي شعب. أنتم تحاولون إعادة كتابة روايات الماضي، لكنكم تواجهون نصًا مختلفًا، نقشته دماء الفلسطينيين على صفحات مجدهم. هنا، تتصادم أوهام الاستعمار مع حقيقة راسخة كالجبل: فلسطين ليست فراغًا ينتظر أن يُملأ، وليست مسرحًا لأحلامكم التي تساقطت كأوراق الخريف.
هل جهلتم أن هذه الأرض لا تعرف الخنوع؟ أن كل حبة رمل فيها تحمل إرث الأنبياء، وكل زيتونة فيها تشهد على عزيمة أمة لا تُكسر؟ الفلسطينيون ليسوا كما تصورتم؛ ليسوا كأولئك الشعوب التي خنقتموها في الماضي تحت وطأة الاستيطان والإبادة.
هؤلاء ليسوا الماوري في نيوزيلندا، ولا الأبورجيين في أستراليا، ولا سكان أمريكا الأصليين الذين طمستمهم بلا شهود. الفلسطينيون شعبٌ ينهض من الرماد كطائر الفينيق، كلما حاولتم كسره، عاد أقوى وأصلب.أنتم تواجهون شعبًا لا يُقاس بالعدد أو القوة العسكرية. إنهم يملكون إيمانًا يتجاوز الماديات، يجعلهم يقفون أمام آلات الحرب بصدورٍ عارية، وقلوبٍ لا تعرف الخوف. إنهم يملكون إرادةً تتحدى كل قوانين الأرض، لأنهم يؤمنون أن أرضهم ليست مجرد تراب، بل شرفٌ لا يُباع، وحياة لا تُوهب لغيرهم.
مشروعكم هذا، مهما حاولتم أن تدعموه بالجبروت، سيظل عاجزًا عن كسر إرادة هذا الشعب. أنتم تحفرون في صخرةٍ لا تنكسر. هذا الشعب الذي ظننتم أنه سيموت تحت القصف أو يتلاشى تحت الحصار، يُعيد صياغة التاريخ أمام أعينكم، ليقول لكم: فلسطين ليست للبيع، وليست للاستيطان، وليست لسراب أحلامكم.
وكل مجازركم، كل وحشيتكم، كل إجرامكم الذي أطلقتم له العنان في الأرض الفلسطينية، ليس إلا امتدادًا لإرثكم الدموي، ولحقدٍ استعماري قديم. لكن الزمن تغيّر. في الماضي، كانت الإبادات تُنفَّذ في الظل، بلا شهود، بلا عدسات تُوثق، بلا أصوات تفضح. أما اليوم، فإن جرائمكم تُكشف للعالم، تُفضح أمام البشرية جمعاء، وتُسجل في ذاكرة الإنسانية كوصمة عار لن تُمحى.
ومع ذلك، مهما بلغ طغيانكم، ومهما تفننتم في الظلم، فلن تتمكنوا من اقتلاع الفلسطيني من أرضه. هذه الأرض ليست مجرد رقعة جغرافية، بل هي جزء من أرواحهم، تمتزج بدمائهم، وتتجسد في قلوبهم. لن يتركوا أرضهم ولو احترق العالم من حولهم. لن يتخلوا عن حقهم ولو انطبقت السماء على الأرض.
أنتم في المكان الخطأ، في الزمان الخطأ، وأمام الشعب الخطأ. فلا خيار أمامكم إلا الاعتراف بالهزيمة والعودة من حيث أتيتم.
ستفشلون، وستنسحبون، وسيتبقى الشعب الفلسطيني كما كان دائمًا: قويًا كالشمس، ثابتًا كالأرض، خالدًا كالتاريخ.
#بسام_شانع
"حين ينتصر الصمود على الطغيان"
في عالمٍ يتصارع فيه الضوء والظلام، ويقف فيه الحقُّ عارياً إلا من إيمانه، والباطلُ متسربلاً بجحافل قوته، يأتي الصمود كالنور الذي يشقّ قلب العتمة، مُعلناً أن النصر لا يُصاغ من الحديد والنار فقط، بل من الإيمان الذي لا يخبو، ومن إرادةٍ تُحطم القيود مهما كانت ثقيلة.
حين ينتصر صمودٌ لا مثيل له، على خذلانٍ يعصف كرياح الخريف، ويواجه طغياناً أسود، كوحشٍ يتغذى على أرواح الأبرياء، وحشٍ لم تعرف له صفحات التاريخ شبيهاً، طغيانٌ لا يعبأ بقوانين السماء ولا بشرائع الأرض، ولا يرى في وجه الإنسانية سوى قناعٍ هشٍ، فإنه لا يكون انتصاراً عابراً، بل يكون انتصاراً يعلو فوق كل انتصار، ويُحفر في ذاكرة الزمن بمداد من نور.
غزة، تلك البقعة الصغيرة التي تبدو كزهرةٍ نبتت وسط صخور القهر، تغدو في لحظات المواجهة أسطورةً تمشي على الأرض. بأسلحتها المتواضعة، التي لا تزيد عن أغصانٍ هشة في وجه أعاصير البطش، تصمد وتقاتل. ورغم الحصار الذي يحيط بها كغلافٍ من نار، ورغم خذلان القريب والبعيد، ورغم الإبادة التي تتساقط عليها كحممٍ من جحيمٍ مصبوب، ترفع رأسها عالياً.
غزة، بضعف إمكاناتها، تقف وجهاً لوجه أمام قوىً تملك من الحديد والنار ما يكفي لإبادة مدن بأكملها، تملك طائراتٍ تحلّق كنسورٍ جائعة، وسفنٍ تجوب البحار كوحوشٍ مفترسة، وأقماراً تجوس السماء لتقتنص كل حركةٍ وكل نفس. لكنها، برغم كل ذلك، تنحني أمام إرادة غزة، إرادةٍ لا تسكنها الهزيمة ولا تعرف الخوف.
إن انتصار غزة ليس مجرد انتصارٍ عسكري، بل هو شهادةٌ على قوة الروح البشرية حين تتسلح بالإيمان والحق. هو إعلانٌ أن القوة الحقيقية لا تُقاس بحجم السلاح، بل بقدرة القلب على الصمود، وبإصرار العقل على المقاومة، وبعزيمةٍ تأبى الانكسار.
ففي كل مرة تصمد غزة، تُعيد تعريف معنى الانتصار والهزيمة. انتصارها ليس نصراً لها وحدها، بل هو رسالةٌ لكل ضعيفٍ في هذا العالم، بأن الصمود قوة، وأن النصر يولد من رحم المعاناة. هزيمة أعدائها ليست مجرد سقوط، بل هي سقوطٌ للقيم التي ادّعوا حملها، وانكشافٌ للزيف الذي لبسوه.
غزة، تلك العنقاء التي تنهض كل مرة من رمادها، تُثبت أن العظمة لا تكمن في حجم الأرض، بل في قامة من يدافع عنها، وأن التاريخ يكتب صفحاته بأيدٍ لا تعرف الاستسلام. وإن كان لهذا الزمن أن يشهد أسطورةً حقيقية، فإن أسطورة غزة هي أعظم ما سيُروى.
بسام_شانع#
منجــز خرافي وانتصــار اسطوري
وغيــر عادي مثـــل يحيى السنوار
حــزام ناســف .. يهــزم الفسفوري
وسلاح متواضع .. قوى الإستكبار
وشعـــب صامد .. ألــــف تكتاتوري
والفيــن مؤمـــن.. مثل سبعة مليار
الأرض دارت يـــــــــوم قالوا دوري
ثم استقرَّت يـــــــوم قالو استقرار
فـــلا امبراطــــــــوري ولا جمهوري
مؤمن مليشــــاوي يزيــــل استعمار
والشرعــــي القانــــــوني الدستوري
والمفصلي والمحـــــــوري خط النار
ما النصــــر بـ الروسي ولا بـ الكوري
النصــــــر بـ الله العــــــزيـــز القهار
#بسام_شانع
"اليمن والقوة الضامنة : في معادلة وقف إطلاق النار "
في مهب الريح، حين تتكسر الوعود وتتلاشى التعهدات، تقف المقاومة الفلسطينية وحيدة في ميدان ملغوم بالمراوغات السياسية والعهود الهشة.
إن الحديث عن ضمانة حقيقية لاتفاق وقف إطلاق النار يبدو أشبه بالبحث عن ملاذٍ في بحرٍ متلاطم الأمواج.
فالضامن الأكبر لهذا الاتفاق ليس توقيعاً على ورق، ولا تعهداً من دول لا تملك إلا الكلمات؛ بل هو القوة، القوة التي لا يعترف بها العالم إلا حين تُفرض بوضوح ودون هوادة.
هنا، يتجلى دور اليمن بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، كعنصر مفاجئ في معادلة الصراع.
من قلب الجغرافيا التي يعتقد البعض أنها هامشية، ينبعث صوت يثبت حضوره على الساحة الإقليمية والدولية، ليقول إن المقاومة ليست وحدها، وإن الضمانة الحقيقية لا تأتي إلا من إرادة صلبة تترجمها أفعال ملموسة.
على مدى الأشهر الأخيرة، استطاع اليمن أن يثبت أن البحر الأحمر وبحر العرب ليسا مجرد خطوط على خرائط المصالح الدولية، بل هما ميدان لصراع تتشابك فيه الأيادي الخفية مع القبضات المعلنة.
العمليات التي ينفذها أنصار الله ضد الكيان الصهيوني في هذه المياه، وإن بدت للبعض خارج الصورة التقليدية للصراع، فإنها تلعب دوراً محورياً في الضغط على الاحتلال.
الخسائر الاقتصادية اليومية التي يتكبدها الكيان ليست أرقاماً عابرة؛ إنها معاول تهدم جدران أسطورة "التفوق الإسرائيلي"، وتؤكد أن القوة وحدها هي اللغة التي تُفهم في هذا الزمن.
أما في الداخل، فإن الرعب الذي يعصف بالكيان نتيجة للضربات في العمق لا يقل أهمية عن تلك الخسائر الاقتصادية.
إنه رعب يعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري، ويدفع بالاحتلال إلى إعادة التفكير في استراتيجياته.
ورغم أن الولايات المتحدة تبقى حارساً للمصالح الإسرائيلية، فإنها تعرف جيداً أن دخولها على خط الصراع لصالح الفلسطينيين غير وارد، لأن الكيان بالنسبة لها ليس شريكاً عادياً، بل امتداداً لمشروع استعماري لا يتزعزع إلا إذا انهار من الداخل.
لذلك، على المقاومة الفلسطينية أن تدرك أن اليمن ليس مجرد حليف، بل هو عنصر فاعل في معادلة الصراع.
القوة التي يمارسها أنصار الله في الساحة الإقليمية ليست مجرد دعم، بل هي رسالة بأن من يحمل راية المقاومة لن يترك وحده في وجه الريح.
في هذا الزمن، الذي يخون فيه الحلفاء ويصمت فيه العالم، تبقى القوة هي الضمانة الوحيدة.
والحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن اليمن، بقيادته وإرادته، يشكل اليوم صمام الأمان لهذه القوة.
ففي معركة يُراد فيها للحق أن يُهزم، تتجلى الحقيقة البسيطة: "لن يُهزم من يؤمن بقضيته، طالما هناك من يسانده بكل ما يملك".
#بسام_شانع
"عصر الصمت والخذلان:
وحشية بلا حدود وجرائم بلا عقاب"
أي بشاعة تلك التي لم يعرفها تاريخ البشرية إلا في عصرنا!
كنا ومازلنا أمام كيان متجرد من أدنى القيم الإنسانية،
متسربل بوحشية لا تضاهيها وحشية،
وسفك دماء يُخجل حتى أعتى الطغاة على مر العصور.
كيان لا يقف عند حدود الجريمة،
بل يتفنن في إبداع صور الإبادة الجماعية،
وكأنه يعيد تعريف الوحشية بمقاييس جديدة.
أهو إجرام أم احتفال دموي؟
أهو احتلال أم عار لا ينمحي عن جبين الإنسانية؟
يقتل أصحاب الأرض ويقتلع جذورهم،
وكأن التاريخ يبدأ من حيث يقف هو،
وكأن وجود الآخرين خطيئة لا تغتفر.
يمنع الماء والطعام والدواء،
يستهدف النازحين الذين لجأوا إلى خيام ظنوا أنها حصن أخير،
ليحولها إلى رماد وأشلاء.
يقصف المستشفيات،
حيث ترقد جراح الأمل الأخيرة،
ليخنق أنفاس المرضى والجرحى،
وكأن الموت نفسه صار أداة في يده.
أي وحوش تلك التي نقارنها به؟ لا،
هذا الكيان لا ينافس الوحوش في وحشيتها؛
إنه يرفع سقفها إلى مستويات لا تطالها حتى خيالات أكثر الكوابيس فزعًا.
الوحوش،
على فظاعتها،
لا تعرف هذا القبح المتقن،
هذا الاستمتاع في تحويل الحياة إلى مقابر جماعية.
ثم أين العالم من هذا كله؟ آهٍ من عالم أصم أذنيه وأغمض عينيه،
عالم يغني أغاني "الحرية" و"العدالة"،
لكنه يخرس في حضرة القتل.
أما عن أبناء جلدة الضحايا أنفسهم،
فالخذلان بلغ فيهم حد أن صاروا شركاء في الصمت،
أو أسوأ،
في تبرير الجريمة،
خوفًا أو طمعًا أو ذلاً.
الصمت هنا ليس مجرد عار،
بل هو الجريمة العظمى.
فمن يختار السكوت أمام هذا الإجرام،
إنما يمنح القاتل تصريحًا جديدًا بالقتل،
شهادة تبرئة ممضاة بالصمت والخذلان.
أي حضارة هذه التي تتغنى بها البشرية،
إن كانت تترك هذه الجرائم تمر دون حساب؟ أي إنسانية؟ لا،
ليست الإنسانية هي من تلطخت هنا،
بل نحن من شوّهناها،
بل نحن من أعدناها إلى الوراء قرونًا،
حيث كان البقاء للأقوى، لا للأعدل.
بسام_شانع#