غُــرَبَاءْ

حَسبي اللّٰه و نعم الوكيل فيمن حَرمنا !

أفاق من غيبوبته في المستشفى. بعد قصـ..ف خيمته. وارتقاء عدد من أفراد أسرته. وجد ابنه بجواره. فتح عينيه متسائلا: لماذا أنا هنا؟.
أخبره ابنه بما حدث. لكنه أخفى عنه أن القذيــ..فـة قتــ..لت أعز أبنائه. قال له أن الجميع بخير.
تمتم الأب بعبارات شكر بها الله وحمده دون أن يحرك رأسه من على الوسادة.
قال لابنه: أشعر بثقل وألم في جزئي الأسفل.
رد عليه ابنه بصوت خفيض كأنه يهمس: أنت بخير يا أبي. وسنعود إلى خيمتنا غدا.
نظر الأب إلى سقف الغرفة. في لحظات صمت قاسية كأنه متشكك. وكان الابن يخشى أن يسمع أبوه دقات قلبه المتلاحقة...
ثم قال لابنه: اسندني يا بني. أشعر أنني أريد أن أذهب إلى الحمام.
ارتعب الابن. واضطرب. وقال له لحظة أنادي لك الممرض يا أبي ليساعدنا..
بعد لحظات دخل الممرض وقال له:
"أنت رجل مؤمن يا أخي. وهذا حالنا وقضاؤنا. أنت لا تستطيع الذهاب إلى الحمام حاليا. لقد فقدت قدميك. هذا قضاء الله. ويجب أن تحتسب وتصبر. نحن ألبسناك بامبرز. تستطيع أن تقضي فيه حاجتك دون أن تقوم من السرير.....".
كان الأب ينظر بذهول إلى شفتي الممرض دون أن يتحدث. لم يسأل الممرض أي سؤال. ولم يعقب على كلامه.
فقط نظر إلى وجه ابنه. ثم حملق في السقف. ثم أغمض عينيه اللتين سالت من جانبيهما الدموع.
لا أحد يعلم ماذا دار في خلد الأب. أي انكسار وذل ذلك الذي تخيل أنه سيعيشه دون قدمين. كانت كل العلامات الحيوية على الشاشة التي تنبض طبيعية. ولكنها فجأة اضطربت. وتوقف القلب عن النبض. وتجمدت الأنفاس إلى الأبد.
صرخ الابن. واستدعى الأطباء. لكن كان الوقت قد مضى. وكان الكمد والحزن قاتــ.ـلاً أكثر من قذيــ..فـة الدبا..بة
💔
هذه أوجاعٌ مسكوتٌ عنها، ولا يشعر بها أحد!
غـرْة 2024
د. تيسير عبد الله

"لولا دُموعُ الخُلوات ما عرِف الواحِدُ مِنا
كيفَ يُكابد هذه الدُّنيا!"
_ قيام الليل.

‏وكلُّ أحدٍ إذا خِفتَهُ هَرَبتَ منه إلّا الله تعالى، فإنَّكَ إذ خِفتَه هَرَبتَ إليه، فالخائف هاربٌ من ربِّه إلى ربِّه.
ابن القيم | مدارج السالكين.

يقرأ المؤمن الجزء الأول من سورة البقرة بقلب خائف بعدما رأى تحول إبليس وانقلاب بني إسرائيل.
يقرأ ليعلم جرائم بني إسرائيل ويحذر من السير على طرقتهم أو موالاتهم فيُعاقب بالطرد والاستبدال.
يقرأ ليجدد العهد بتوبة أبيه آدم وبعداوته لإبليس، وليسير على خطى الخليل في نشر التوحيد في الأرض.
د.أحمد عبدالمنعم

-
الحمد للهِ الذي يأجرنا بفراقِ الأحِبَّة، وإحباطِ النفسِ، وكسرةِ القلب، وقِصَر اليدين.
الحمد للهِ الذي يكتب في صحائفِنا وخزةَ الإبرةِ، ومرارةِ الدواء، ورعشةَ الجسدِ.
الحمدُ للهِ أنَّ آلامَ النفس لا تذهب سُدى،
وأنَّ أوجاعَ الجسدِ تحطُّ عنَّا سيئةً، وأنَّ الشعورَ بالغُربةِ يرفعُنا درجةً، وأنَّ طولَ الطريقِ يقربُنا إليه شبرًا..
الحمدُ للهِ الذي أَوحى إلى عبدِه أنَّ كلَّ همٍّ يُصيبنا هو مُكفِّرٌ لذنوبِنا..

إن آمَنت بفكرةٍ يُحبّها الله..
عِش لها، ومُت لأجلها، واغرسها بقلبك ألف مرّة، وحاول مهما ذَبُلت، وقُم مهما سقطت، وأكمِل جهدًا ولو كنت وحدك، يومًا ما ستَعلَمُ أنّ صدقك يُنقِذُك، وإخلاصك يُثبّتك، وأنّ غرس الآخرة لا يضيع ..
قصي عاصم العُسيلي

هلموا دُعاء، قَد بَلغتُم عصر جُمعةٍ!

‏"وإن أتتكَ جيوشُ الهمّ غازيةً
‏فبالصّلاةِ علىٰ المُختارِ تنهزمُ ﷺ."