كُنّاشَة أبي عمر المالكي
{ وَیُسۡقَوۡنَ فِیهَا كَأۡسࣰا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِیلًا (١٧) عَیۡنࣰا فِیهَا تُسَمَّىٰ سَلۡسَبِیلࣰا (١٨) ۞ وَیَطُوفُ عَلَیۡهِمۡ وِلۡدَ ٰنࣱ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَیۡتَهُمۡ حَسِبۡتَهُمۡ لُؤۡلُؤࣰا مَّنثُورࣰا (١٩) وَإِذَا رَأَیۡتَ ثَمَّ رَأَیۡتَ نَعِیمࣰا وَمُلۡكࣰا كَبِیرًا (٢٠) عَـٰلِیَهُمۡ ثِیَابُ سُندُسٍ خُضۡرࣱ وَإِسۡتَبۡرَقࣱۖ وَحُلُّوۤا۟ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةࣲ وَسَقَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ شَرَابࣰا طَهُورًا (٢١) إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمۡ جَزَاۤءࣰ وَكَانَ سَعۡیُكُم مَّشۡكُورًا (٢٢) إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا عَلَیۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ تَنزِیلࣰا (٢٣) }
[سُورَةُ الإِنسَانِ: ١٧-٢٣]
العلم وحده لا يكفي، وأغلب ما ترونه من سقطات وبلايا من بعض حملة العلم، سببه أنه لم يُقرَن العلم بالإيمان، ولا العلم بالعقل، ولا العلم بالحكمة، وفي القرآن: {وقال الذين أوتوا العلم والإيمان}، { وكلاً آتيناه حكماً وعلماً} {ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلماً}، حكماً أي: حِكمة، قال الرازي في هذه الآيّة: إشارةٌ إلى استكمال النّفس في قوّتها العمليّة والنظريّة، والله أعلم.
-الصاعدي-
"هجران الأحمق قربة إلى الله".
.
.
.
-الحسن البصري-
قلت: وجه ذلك أن هجرانه سلامة لدينك ودنياك، لا سيما أن مدخله ومخرجه عليك شين لازم لك، وأنت مأمور أن تحفظ نفسك مما يعيب، وكما أن مخالطة العقلاء تزيد في العقل فكذلك الضد، وقد كانت الفرس إذا أرادت أن تعاقب عاقلا سجنته مع أحمق، فإنه هلاك لعقل العاقل.
واعلم أنه إذا فسد العقل فسد الدين غالبا، ولذلك جاء في أثر ضعيف معناه صحيح: "لا يعجبنكم إيمان الرجل حتى تعلموا ما عقدة عقله".
فإن قلت: فإصلاح الأحمق؟
قلنا: ممتنع أبدا؛ فإن الأحمق كالثوب البالي الخَلِق الذي اتسع خرقه على راقعه، فكلما رقعه من محل خرقه الريح من آخر. وقد سئل ابن هبيرة يوما عن حد الحمق فقال: " لا حد له".
والله المستعان وعليه التكلان...
اعلم أن الخير ليس بكثرة المال والولد، ولكن الخير أن يعظُم حلمُك، وأن ينفعك علمُك، وإن الأرض لا تعمل لأحد، اعمل كأنك ترى، واعدُدْ نفسك من الموتى.
.
.
.
جواب سيدنا سلمان الفارسي على رسالة سيدنا أبي الدرداء-رضي الله عنهما، وفيها أنه رُزق مالا وولدا ونزل الأرض المقدسة.
تصوير الحياة الزوجية المستقرة على أنها امرأة طيعة تحسن التبعل، وتتقن إدارة بيتها، ومعه مشاعر زوجها؛ يبقى منقوصا ما لم يشفع بالحديث، في المقابل، عن زوج مسؤول، قوام، رحيم، متفهم، معترف بما تبذله من جهد لأجله، غير غامط لحقها.
حصر خطاب الاستقرار والسكينة والهناء فقط في دور المرأة، وجعلها وحدها المسؤول عن هذا الاستقرار = غير مسلم به، وليس وحده ما تبنى به البيوت الآمنة، ما لم يتوجه إلى الرجل أيضا من باب تعريفه بواجبه، من جهة للإسهام في هذا البناء الذي لا يكتمل إلا بهما معا، ومن جهة لحثه وتعليمه كيف يحافظ على المكتسبات من الضياع بسبب اللامبالاة أو الجحود أو غمط الحقوق أو التملص من المسؤوليات.
وصال تقة
إلهي، ما أضيَق الطريقَ على مَنْ لم تكُن دليلَه، وأوحشُه على مَنْ لم تكُن أنيسَه !
لا يجعلنك عظم البلاء المتسلط عليك معتقدا أنه لم يرم سهامه على سواك، فقد أقسم ألا يدع إنسانا إلا وينهش منه ما شاء، فكلّ مبتلى، وكل مقروض، ورُبّ مظهر عافية غارق في البلاء، والنفوس تفاوتت بين شاكٍ وسالٍ!
اعلم رحمك الله أن ضربك ولدك إنما يجوز شرعا إذا ظننت أنه لا وسيلة سواها لإصلاحه، أي أنك تدرجت معه أولا بالنصح والتبيان، فإذا لم يمتثل فبالتهديد والوعيد، فإذا لم يمتثل فهنا يجوز الضرب بشرط أن تكون ظانا أنه ينفع، وإلا بأن ظننت أن الضرب لا ينفع فلا يحل شرعا أن تضربه، واعلم أن ضرب كثير من الآباء أولادهم لمجرد الانتقام= حرام شرعا.
فهذا باب يجب التفقه فيه وإلا كنت آثما أيها الولي!
.
.
.
تنبيه: حيث قلنا بجواز الضرب فشرط ذلك أيضا ألا يكسر عظما ولا يشين بدنا!
الزواج أشبه بأن تضع يدك في حقيبة مملوءة بالثعابين آملًا أن تُخرج سمكةً.
- ليوناردو دافنشي
الحمد لله آب الحظ وانفرجتْ *** مفاتحُ النُّجْحِ بالخيرات إقبالا
الحمد لله آتاني الهداية *** والإيمان والدين إحسانا وإجمالا
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي *** حتى لبست من الإسلام سربالا
.
.
.
-لبيد بن ربيعة رضي الله عنه...