هاجريّ
"شخص أيقن أن العُزلة، عِزٌ له"
على كل حاجه كنت ابيها ولا الله راد
سلامي عليها مـن ضميرٍ سمح منها
ليلة البارحه بين الصخب والزحام
لا طواها الزمان ولا تعديتها
اقبلت بالطواري وابتدت بالجهام
وارتمت كل ذكرى ما تخطيتها
روحي اللي تمادت فالعتب والملام
كنت اعدّ الثواني من تناهيتها !
شرّقت فالحنين وغرّبت فالهيام
في متاهات الاحلام وسباريتها
لا نفعها السكوت ولا نفعها الكلام
كل ماجيت اضمّد جرح .. عنّيتها
مثل طفله يتيمه شفتها فالظلام
جيت ابجتث وحشتها وبكّيتها !
وانت ياللي نثرت المسك قبل الختام
فيك جمع الظنون وفيك تشتيتها
معك عشت انتصار ومنك ذقت انهزام
وفيك صغت الحروف وعنكْ رديتها
كل طعنه بصدري مثل طعن الحسام
كنت خايف تسويها .. وسويتها
كل فرصة عذر مرّت مرور الكرام
كنت اظنك تغانمها وخليتها
من خسرت البدايه: ما خسرت المقام
من لمحت النهايه: ما تحاشيتها
لو تزيد المواجع كل ليله وعام
ما جرحت القلوب البيض وادميتها
يا سراب السعاده والرضا والسلام
يا نقيض السنين اللي تمنيتها
انت مثل الحياه الفانيه بالتمام
عارف اني بخليها وحبيتها
مابه خشوع الا خشوع المصلي
ولا به دموع الا دموع المخافه
وجدي وجود اللي يبي شوفة اللي
ما غير يسمع به ولا بعد شافه
ما يفتقد عمر الشباب المولّي
يا كود من حط الطفوله خلافه
احن من يوخذ شعوره تسلي
مثل ماحن الطيب من الكلافه
خلك من اللي وش يقول الك قلي
اللي يسولف في التفاهات تافه
واللي يوريك الثقل والتغلي
حاول توريه السمو والأنافه
خله يقال ان فيك كبر وتعلي
ولا يقال ان فيك ذل وضعافه
يا رجل عن درب المشاريه زلي
طوفي لو راعيك ما شي طافه .
انطفى نور الأمان و ما غدى لـ الصبح طاري
و ابتدأ ليل الشعر يرسل مع العتمه نذيره
مرّ في بالي شريطٍ فيه من عمري مواري
يشبه أحلام السنين و عثرة اليأس الأخيره
مو غريب إن السكون يجول في سكّة نهاري
الغريب إن الصخب في ليلي أحداثه كثيره
بين صدفه جابها العمر و وداعٍ بـ أختياري
ما عرف قلبي يطيع الواقع أو يرضي ضميره
كنت اظن إن مرّت الأيام بـ يجف أنتظاري
ما هقيت إن الأمل يستمطر إليا جفّ بيره
كيف صارت وحشة الغربه تغنّي في دياري
ذبلت أنوار الشوارع و انطفت شبه الجزيره
ودي اقسى ودي انسى ودي ارسى في مساري
و أمسك يدين اليقين اللي تخافه كل حيره
وش على يمني يمناي تتحمل شقا خطوة يساري
وش على القلب يتحمل صدمة الوهم الكبيره
لـ الليال الذكريات و لـ الصباحات الطواري
و لـ العبور التضحيات و لـ السنين البعد خيره
العمر ما هو مشاورني و لا رهن لـ قراري
العمر يمضي و سيف الوقت ما يحضن جفيره
ذي نجوم التايهين اللي تجلّت في مداري
و ذا خفوقي مؤمن إن التيه منفاه و مصيره
لا تداوين الجروح و لا تمرين أنكساري
وجهك أنتِ له ملامح تبري الجرح و تثيره
يا عظيمه ما معي غير الموادع و أعتذاري
ما بقى في مرجع الإحساس درع و لا ذخيره
كنت داري بـ الرحيل المرّ والله كنت داري
و كنت داري إن الوادع اقسى من الدرب و هجيره
إذكريني لا بكت نجد و تخطتها الصحاري
و أكتبيني لـ الرسايل كل ما انقصَت ظفيره
إنتهى عذر اللقاء من يوم ما مات أنبهاري
يوم جيتيني و رحت و لا طرى لـ الشوق سيره
نمشي ولا نعلم خفايا المقاديـر
يالله عسى في غيب الايام خيره .
لاطاح معكاز الهقاوي على القاع
أثبت على ساق الصبر في محلّي
ارض نفسك اولى من الناس اجمعين
ان تبعت الناس بتموت وأنت تحوفها
غلبني الشوق وتفضفض عليه العيون
وانا بشر ،والاوادم ما هي محصّنه
الذاكرة : عيّت تخونك ، انا كيف اخون ؟
فالعمر حاجات واجد ماهي بممكنه
ما تبقّى من لذيذ الشوق في قلب المتيّم
اجمل من اللي مضى والعاقبه فاللي تبقّى
مستخيرٍ من دروب اهل الهوى ومجنّب
ذايق طول السهر . . فيها و قل الرقده