إحسان محمود زرزر
سأحدثك عن روحي
في البدء
بل قبل البدء .. قبل بدئي .. كنت أعرف الله
كان عندما لم أكن
ثم صرت وكنت
وهبطت الأرض وانقدح الألم في كل روحي
ربما هي أرض الألم
ولكن من البداية .. لم يكن ألمي ضد الله .. بل على العكس كان الدافع بي نحو الله
إنما الشر جاء من أهل الأرض
لم أستطع التكيف معهم ولا فهمهم
صرت أقلدهم .. فتعبت أكثر وتألمت أكثر
لم أجد روحي بينهم
كانوا هم العدو .. أو يتخفى العدو فيهم
كبرت وأنا نافر من البشر .. إلا قليلاً
لقد وجدت ببعضهم .. بعض روحي
لقد صرت أتعرف على روحي
لقد بدأت أعود إلى روحي
لقد بدأت أوائم بين العودة أو الرجعة إلى الله .. واكتشاف روحي
كان السر هناك منذ البداية
الله في قلبك
ما غيبك عنه .. سوى بروزك في أرض الألم مع أصحاب الألم من أهل الأرض
فحافظ
على تلك العودة
العودة إليك .. والعودة إلى روحك
والرجعة إلى الله
..
كل هذا الزحام .. يخفي العدو
والخلاص بالروح
بالطهر الأول
بأشباهك .. الذين يشبهون روحك
اجتمع معهم .. على الله
وستجد خلاصك
إن شاء الله
أعد لي
يا رب
ثقتي
بكل شيء يستحق الثقة
فإنه عالم مفزع .. عندما نفقد الثقة فيه
أنت تقرأ لإنسان جاهل ما زال يتعلم
هو مثل رجل يشق طريقه بيده
لا أحد يقوده .. إلا الله
الخطأ مني .. الصواب من الله
عندما تحتفل بذكرى ميلادك الستين .. وحدك
تُدرك
أنه كان يجب عليك أن تُنجب أولاداً من أجل هذه اللحظة
ولكنك لم تفعل
بل فعلت ولكنهم سافروا
كان يجب عليك أن تُقنعهم ألا يسافروا ويتركوك
ولكنهم بالفعل بقوا معك
كان يجب عليك أن تربيهم على الاعتناء بك في مثل هذا اليوم
ولكنك فعلت
أنجبت أولاداً وبقوا معك وعلّمتهم أن يعتنوا بك
ورغم ذلك
تحتفل وحدك
..
نحن لا نُراهن على الأبناء عندما ننجبهم
نحن نعلم
أن قلوب المحبين بيد الله
هو الذي يَخلق لك
من يَختار أن يبقى معك للأبد ..
فَثِقْ
بالرحمن
ربما
ليست الحياة هي الخطأ
بل أنت الوديع والمسالم .. وهي صراع من أجل البقاء
من لا يَتعلّم بالألم
سيَتعلّم بالمزيد من الألم
سيُصبح الألم حساساً عميقاً قريباً من القناعات التي تَرفض أن يُراجعك فيها أحد
سيُصيب الألم مُحرماتك ومُقدساتك الخاصة جداً
لأنك
لا تُقدس نفس المُقدس عند الله
أنت تُقدس نفسك
والله يُريد التقديس لنفسه .. وهو غني عنك وعن تقديسك
فاختصر على نفسك .. الألم
سَلّم لله تَسلم
أمراض القلوب
أينما تكون تَجلب الخراب
في العائلة .. تتفرق
في العمل .. يتناحرون
في دفع العدو .. يُغلبون
..
من أمراض القلوب
تأتي الهزيمة
هل من الممكن أن تكون في شخصية المؤمن تناقضات؟
طبعاً
أصلاً هو يعاني من تناقضاته وتقلباته بشدة
وكأنه
يتردد بين دفتين ..
يريد أمرين معاً
يريد المال .. مثلاً .. والعلم معاً
والله لا يعرضهما عليه معاً .. قصداً .. يمتحنه بذلك
ثم تستوي له نفسه .. بالقبول من الله والرضا عن أقداره وأرزاقه
ثم
إذا يشاء الله
يجمع له حسنة الدنيا وحسنة الآخرة
والله أكرم
والله أعلم
مجتمع
يَحكمه أسوأه
سيُخرج أمراض نفوس للبشرية
نحن
نُصدِّر أمراض قلوب لكل الناس
سبقك
كل المؤمنين من قبلك سبقوك بوجع .. بمرارة فقد ..
لا أقول صبروا .. فالصبر مر وصعب
بل أكملوا يومهم
أكملوا ساعتهم
كنت أعمل في شغلي أحياناً وأشعر أن فمي مليء بالدمع وليست عيني
تريد لتتكلم فتبكي بدل الكلام
فمك مليء بالبكاء
وقلبك
ورغم ذلك
نظرنا .. أين حق الله .. وبدأنا بالخدمة
لن يشفيك البكاء
لن يشفيك القعود
لن يشفيك انتظار عودة الراحلين
يشفيك الله
وهو يرى .. أنه أكبر من جراحك
الله أكبر .. من جراحك
وهو الأكرم