مُذَكِّرَة

قال القاضي عياض في كتابه «الغنية» صـ١٣٦: أخبرنا القاضي أبو علي -رحمه الله-، قال: سمعت الإمام أبا محمد التميمي -رحمه الله- يقول: يَقْبُحُ بكم أن تستفيدوا منا ثم تذكرونا فلا تترحَّمُوا علينا.
وأنشد شيخنا صالح العصيمي -وفقه الله-:
لنا الأقلام تعلو في بهاء
بـها نُبدي المعارف نـاصحينا
ويـكفينا بأنّـا بعد مـوت
سيبقى الرسم يهدي العالمينا

مكي بن أبي طالب -رحمه الله-: ثم تطاولت الأيام، وترادفت الأشغال عن تأليفه وتبيينه ونظمه إلى سنة أربع وعشرين وأربعمائة، فرأيت أن العمر قد تناهى، والزوال من الدنيا قد تَدانى، فقَوِيت النيّة في تأليفه وإتمامه خوف فجأة الموت، وحدوث الفَوت، وطمعا أن ينتفع به أهل الفهم من أهل القرآن وأهل العلم من طلبة القراءات، فبادرت إلى تأليفه ونظمه ليكون باقيا على مرور الزمان، وانقراض الأيام، حرصا مني على بقاء أجره وجزيل ثوابه، أسأل الله أن ينفع به مؤلّفه والمُقتبِس العلم منه،
فواجب على كل ذي مروءة وديانة أفاد من كتابنا هذا فائدة أو اقتبس منه علما، أو تبيّن له به معنى مُشْكِل، أو عَلِم منه علما لم يكن يعلمه، أن يترحّم على مؤلّفه، ومن أتعب سرّه وبدنه في نظمه، واستخراج علله، واستنباط فوائده، وأن يستغفر لمُظهِر فوائده، ومُشهِر نوادره وعلومه،
فما علمتُ أنّ لشغلي وتعبي بتأليف هذا الكتاب وأشباهه فائدة أعظم من أن يترحّم عليّ من أجله مترحّم، أو يستغفر لي عند قراءته مُستغفِر،
أو يذكرني بخير ذاكر، فرحم الله مَن بادر إلى ما رغّبْتُه فيه من ذكري بالخير، والتّرحّم عليّ، والاستغفار لي.
- الكشف عن وجوه القراءات السبع صـ٤

"إذا الفتى ذمّ عيشًا في شبيبته
فما يقول إذا عصر الشباب مضى"

"
الإجازة لا تُفيد علمًا"
والإجازات لا تُفيد عِلمًا، فمن حصَّل العلوم، وأدرك منطوقها والمفهوم؛ فقد فاز وأُجيز على الحقيقةِ لا المجاز، ومن لا فلا، ولو ملأ سَبَتَ¹ أُمِّه إجازات.
- السفاريني
¹: سبت بالفارسية أي: السفط، خزانةٌ صغيرة من الطين.

عن سعيد بن جبير:
{فَإِنَّهُۥ كَانَ لِلَاوَّٰبِينَ غَفُوراٗۖ}، قال: الرّجّاعين إلى الخير.
- التوبة لابن أبي الدنيا (١٩٩)

عن الحسن، قال:
إن الرجل ليعمل الحسنة فتكون نورًا في قلبه وقوةً في بدنه، وإن الرجل ليعمل السيئة فتكون ظلمة في قلبه ووهنًا في بدنه.
- التوبة لابن أبي الدنيا (١٩٤)

قال الشعبي:
التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ثم تـلا: {إِنَّ اَ۬للَّهَ يُحِبُّ اُ۬لتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ اُ۬لْمُتَطَهِّرِينَۖ}.
- التوبة لابن أبي الدنيا (١٨٠)

شرح كتاب «المُوطَّأ» للإمام مالك بن أنس -رحمه الله- | رواية عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي -رحمه الله-
• من "باب صلاة الخوف" إلى "آخِر كتاب الصلاة" •
ش. د. عبد السلام الشويعر -وفقه الله-
الجمعة ١٠ ربيع الأول ١٤٤٦ ||
#الموطأ

شرح كتاب «المُوطَّأ» للإمام مالك بن أنس -رحمه الله- | رواية عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي -رحمه الله-
• من "باب العمل في غُسل العيدين والنداء فيها والإقامة" إلى "باب غدوّ الإمام يوم العيد وانتظار الخطبة" •
ش. د. عبد السلام الشويعر -وفقه الله-
الخميس ٩ ربيع الأول ١٤٤٦ ||
#الموطأ

عن جابر بن عتيك، أنه قال: جاءنا عبد الله بن عمر في بني معاوية وهي قرية من قرى الأنصار، فقال لي: هل تدري أين صلى رسول الله ﷺ من مسجدكم هذا؟ فقلتُ: نعم! فأشرتُ له إلى ناحيةٍ منه فقال: هل تدرون ما الثلاث اللاتي دعا بهنّ فيه؟ فقلت: نعم! فقال: أخبرني بهنّ، فقلت: دعا بألّا يُظهر عليهم عدوًّا من غيرهم، ولا يُهلكَهُم بِالسنين فأعطيهما،
ودعا بألا يجعل بأسهم بينهم فمُنِعها
، فقال: صدقت، فلن يزال الهرْج إلى يوم القيامة. (٣٦٥)
هذا الحديث فيه مسائل،
• أولها: التأسي بالنبي ﷺ، وهذا أصلٌ، فابن عمر كان يتأسى، فرقٌ بين التأسي والاستنان.
• أن النبي ﷺ دعا دعاءين فأعطي، ودعاءً لم يُعطه؛
فدلّ على أن النبي ﷺ على شرف مكانه، بل هو أفضل بني آدم -ولا شكّ- وسيدهم ردَّ الله عز وجل له مسألةً، فلذلك المؤمن يكون له عزاءٌ في ذلك.
من شرح الموطأ للشيخ عبد السلام الشويعر - وفقه الله-| المجلس ١٧ - ١٠ ربيع الأول ١٤٤٦.