د. رأفت المصري / أعمال علمية
قناة لمدارسة كتب الدكتور رأفت المصري و نشر إنتاجه العلمي المكتوب و المرئي و المسموع
هذه ليست قناة رسمية للدكتور رأفت المصري و إنما أسسها و يشرف عليها مجموعة من محبي و طلبة الدكتور
قياماً بأمر الله بالبيان، واستجابة للملثم المبارك:
أقول:
إن حكم الله تعالى:
وجوب قتال هذا العدو الصهيوني المجرم ورده عن بلاد المسلمين ومقدساتهم ودمائهم وأعراضهم.
والواجب على كل قادر: أن يشتبك مع العدو، وأجرُه على الله الذي لا يُضيع أجر المحسنين.
وأما غير القادر على الاشتباك فلينظر كيف يمكنه أن ينال من العدو،
وفي أي جانب يمكنه أن يؤلمه ويغيظه؛ في الإعلام والتكنولوجيا، أو المحاضرة والكتابة والتوعية والتحريض وغيره.
وليجتهد كل مسلم في دعم إخوته مالياً وإغاثتهم، ودعوة الناس إلى ذلك.
وليُعلم أن التخاذل عن القيام بالواجب معصية وخيانة وظلم،
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
في السابع من أكتوبر:
أتى القسامُ على البنيان الإسرائيلي- العسكري والأمني- الذي تعبت قوى الاستعمار في صناعته على مدى عقود طويلة.. أتى عليه من القواعد.
وكدَّ الاحتلال المجرم عاماً كاملا محاولاً ترميم صورته المتهتكة، ولم ينجح!
ما تزال أهداف الحرب الإسرائيلية على غزة محض سراب لا حقيقة له على الأرض.. بل لا ملامح لتحقق شيء منها في الأفق..
"حماس"- بعد عام كامل- لم تفقد السيطرة المدنية على القطاع؛ فضلاً عن فقدانها القدرة على المقاومة!
إن كانت دول المنطقة- حكوماتٍ وشعوباً- تريد مواجهة هذا الكيان الذي "لن" يتركها وإن تركته، ولن يسالمها ولو سلَّمتْ؛
فعليها "دعم" هذه القوة التي استطاعت إرغام الكيان ومشاغلته..
قد بلَّغنا ونصحنا- حسبما نعتقد ونرى- لقومنا وأردنا لهم الخير؛ اللهم فاشهد..
أبشروا..
قد أخبرنا الله تعالى خبراً تستريح به نفوس المؤمنين وتطمئن قلوبهم:
(وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب)..
لن يستريح الصهاينة من العذابات المقدورة!
ستتالى عليهم البلايا والمحن..
سيعيشون في خوف لا يزول وقلق لا يَقِرّ واضطراب لا يهدأ..
وكلما ظنوا أنهم قد انتهوا من خطر أحاطت بهم أخطار..
فهم يُسامون أسوأ عذاب،
ويُساقون إلى أقبح مصير!
من كمال عقل المرء أن يتريث قبل أن يطلق الأحكام ويتخذ المواقف ويحلل الأحداث..
خصوصاً إذا لم تتوافر لديه كل المعلومات المتعلقة بالقضية المتكلَّم فيها..
إذا كتبتَ أو تكلمتَ فإنما تعرضُ عقلَك على الناس؛ فارفق بنفسك!
في سياق الجدل الدائر والتطرفات الملاحَظة نضطرُّ للجواب على أسئلة بديهية:
هل يحزننا القصف الإسرائيلي على لبنان؟
نعم؛
يؤلمنا ويحزننا وننكره، والسبب:
- أن ما يحصل في لبنان سببه وقوف لبنان مع غزة وإسناده لمقاومتها.
- نحزن لدماء الأبرياء ونزوح العائلات وخوف الأطفال والنساء، فصواريخ العدو ترانا جميعاً بعين واحدة من غير فرق!
- نحزن لأن العدو أصبح يشعر بالانتصار ويحقق ما من شأنه أن يقويه داخلياً ليستكمل الطريق في غزة، ولربما ليكرر المشهد نفسه في مدننا وعلى رؤوس أهلينا!
نتفهم تعقيد المشهد،
ونتفهم آلام الذين عانَوا من حرب طائفية حاقدة،
لكن من رُزق البصيرة يتجلى له الحق في هذا الظرف من غير شبهة إن شاء الله..
الوقوف بجانب لبنان اليوم ليس لرفع العتب!
إنما هو ما تقتضيه دماء الأبرياء،
وهو تقديرٌ لموقف لبنان من غزة في محنتها طول عام كامل..
ودفاعٌ عن بلاد المسلمين في وجه النهم الصهيوني..
(ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه؛ تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون)..
فوات الجهاد الذي هو سبب لمغفرة الذنوب ودخول الجنات يحزن المؤمنين؛ وإن كان يفرح مريضي القلوب!
الطغاة يُهلكون من حيث تأبى نفوسهم المتكبرة "قبول الانكسار"..
فيزدادون طغياناً وتكبراً.. "رافضين الهزيمة"!
ويوغلون بعد ذلك فيما هم فيه حتى يفجأهم الغرق ويفجعهم السقوط التام..
وما فرعون عنهم ببعيد!
أصل من أصول اتخاذ القرار السياسي، وأصل من أصول التربية في قول الله تعالى:
(فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج؛ فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا؛ إنكم رضيتم بالقعود أول مرة).
فائدة مهمة في قوله: (ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما).
ويتفرع كذلك الاستدلال ذاته عن قوله: (ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى، ولا ينفقون إلا وهم كارهون).
فانظره..
أمامنا العديد من المعارك؛ مفروض علينا أن نخوضها:
- معركة الأمة ضد العدو الصهيوني وحلفائه.
- معركة الهوية وثوابت الإسلام؛ التي تدور رحاها على عقول الجيل الصاعد.
- معركة الأخلاق والقيم؛ التي تواجهنا فيها الحضارة الغربية بما جاءت به من السفالات التي لم يسبقها بها أحد من العالمين!
فليأخذ كلٌّ موقعه، وليستعد لخوض المعركة!