قناة أ.د. رائد بن خلف العصيمي

اطلب فضل الله
لا تشترط أثرا لفعلك،
ونتيجة لبذلك،
وإلا توقفت وتركت.
فبذل الخير مقصود لذاته بصرف النظر عن تحققه،
وشكر المبذول له وتودده.
فقد ينصح
المرء ولا يُقبل نصحه،
ويشفع
ولا تُقبل شفاعته،
ويبذل المعروف
فيقع على جاحد منكر لفضله،
قال ابن حزم رحمه الله:
«
لا تنصح
على شرط القبول،
ولا تشفع
على شرط الإجابة،
ولا تهب
على شرط الإثابة،
ولكن على سبيل استعمال الفضل،
وتأدية ما عليك من النصيحة والشفاعة،وبذل المعروف
»[١].
................
[١] الأخلاق والسير.

(
وأن يستعففن خير لهن....
)
﴿وَٱلۡقَوَ ٰ⁠عِدُ مِنَ ٱلنِّسَاۤءِ ٱلَّـٰتِی لَا یَرۡجُونَ نِكَاحࣰا فَلَیۡسَ عَلَیۡهِنَّ جُنَاحٌ أَن یَضَعۡنَ ثِیَابَهُنَّ غَیۡرَ مُتَبَرِّجَـٰتِۭ بِزِینَةࣲۖ وَأَن یَسۡتَعۡفِفۡنَ خَیۡرࣱ لَّهُنَّۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمࣱ)
أجمع المفسرون على أن قوله تعالى:
(وأن يستعففن خير لهن)
معناه:
أي لو أن الكبيرات من النساء لبسن الجلباب والخمار وتركن الرخصة والتخفيف لكان خيرا لهن.....
والوقفة هنا مع قوله تعالى (وأن يستعففن)
فجعل لبس الثياب والجلباب والحجاب نفسة عفة وعفافا
فالعفاف ليس معنى مجردا أو بعدا عن الفاحشة ومقدماتها وأسبابها فحسب.
بل اللباس نفسه ممارسة للعفاف فكلما كان اللباس أستر كانت المرأة أعف .
وهذا وصف قرآني صريح ليس استنباطا ولا معنى إشاريا
بل حقيقة قرآنية
فالله عز  وجل جعل لباس المؤمنة المحتشمة في ذاته عفافا.
فإذا أردت أن تكوني عفيفة في نظر ربك
فانظري في ثيابك.
وقد وعدك الله بالخير عند العناية بثيابك المحتشمة
(خير لهن) وهو وعد عام بالخير في الدنيا والآخرة.
تذكري وأنت تشدين خمارك أنك تشدين حلية العفاف في رأسك
حين تلبسين الجلباب الفضفاض أنك تسبلين العفاف الضافي على جسدك.
اللباس العفيف أجر وحسنات وثواب ما دمت تلبسينه.
القرآن يقول إن اللباس عفة.

[قيل
لأرسطاطاليس
الحكيم:
من الصديق؟
قال:
إنسانٌ هو أنت، إلا أنه بالشخص غيرك!
]
[اعتل بعض إخوان
الحسن بن سهل
،
فكتب إليه الحسن:
أجدني وإياك كالجسم الواحد، إذا خصّ عضواً منه ألمٌ عمّ سائره، فعافاني الله بعافيتك، وأدام لي الإمتاع بك
].
📒
الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي.

اللهم اجعلنا من أهل القرآن

منبريات
(والله يعلم وأنتم لا تعلمون)

كونوا لطفاء
قال ابن القيم رحمه الله:
"
ملاطفة الخلق:
وهي معاملتهم
بما يحبُّ أن يعاملوه به من اللُّطف.
ولا يعاملهم
بالعنف والشِّدّة والغلظة، فإنّ ذلك يُنفِّرهم عنه، ويُغرِيهم به، ويُفسِد عليه قلبه وحاله مع الله ووقتَه.
فليس للقلب أنفعُ من معاملة النّاس باللُّطف فإنّ مُعامِله بذلك:
إمّا أجنبيٌّ
: فيكسِب مودَّتَه ومحبّته.
وإمّا صاحبٌ وحبيبٌ
: فيستدِيمُ صحبتَه ومحبتَه.
وإمّا عدوٌّ
ومُبغِضٌ
: فتُطفِئ بلطفك جمرتَه، وتَستكفي شرَّه، ويكون احتمالُك لمَضَضِ لطفك به دون احتمالك لضررِ ما ينالك من الغِلظة عليه والعُنْفِ به"[١].
.............
[١] مدارج السالكين
.

ما هو الأدب؟
قال
عبد الله بن المبارك
:
قد أكثر الناس القول في الأدب.
ونحن نقول
:
"إنه معرفةُ النفس ورعوناتها،
وتجنّبُ تلك الرعونات" [١].
فالأدب عند ابن المبارك أمران:
الأول
: أن تعرف نفسك، وتعرف معايبها، وهذا أمر عزيز، وقلّ أن تجد من يكون عارفا بنفسه ومعايبها.
الثاني
: أن تجتنب تلك المعايب، وهذه مرحلة عالية في تربية النفس وتهذيبها: أن تردعها، وتكفها عن فعل ما يشين ويعيب.
اللهم ارزقنا الأدب.
................
[١]
مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله.

كونوا كرماء
[عن إبراهيم بن بشار ، قال :
سمعت إبراهيم بن أدهم ، يقول :
"ذهب السخاء ، والكرم ، والجود ، والمواساة،
فمن لم يواس الناس بماله وطعامه وشرابه،
فليواسهم ببسط الوجه، والخلق الحسن"
](١).
...................
(١) حلية الأولياء لأبي نعيم.

إذا ضاقتْ بِكَ الأبوابُ أرْضًا
‏فَبَابُ اللهِ دَومًا لا يَضيقُ
‏فَقُمْ للبابِ وابْتَهلِ اضطرارًا
‏بإخلاصٍ كَما يدعو الغَريقُ
‏وأبْشِرْ سَوفَ تَنْهَمِرُ العطايا
‏فَمَنْ تدعوهُ مَنَّانٌ رَفِيقُ