قبسٌ من غيهب

واصرف عني شعورًا يذيب القلب حزنًا
‏وأبدله بسكينة وطمأنينـة تملأ الفـؤاد
أرجوكم اذكروني والعزيزه غيهب بدعوه فقد ذقنا وبال امرنا ..

ليس لديّ ما أخافه، فجميع ما أهدرت أيامي علية خوفًا من ألا يحدث حدث بشكلٍ أو بأخر و ترك خلفه أثراً كنقشٍ على الحجرِ لا يزول، فبعد كل تلك الخيبات والوقائِع يصل الإنسان إلى مرحلةٍ معينة ينضُج بها عقله وقلبه ليتّسعا حُزنه، فبدلاً من أن يمل الإنسان من حُزنه يبدأ بالتعايش معه وكأنها حياته الطبيعية
- قبس

يجتاحني شعور أقرب ما أصفة بالوحشه والخوف يسرق مني لمعة ابتسامتي وهزلي ، غمرني بالجدية البشعة وأصاب روحي بالهرم وجسدي بالشيب ، غديت لا أطيق الحديث ولا النقاش وأنا التي كنت لا أصمت ، لا فكرة ولا مبدأ ولا قضية ولا رأي أدافع عنه أكتفي بالنظر وهز رأسي ، حتى تعبيري عن نفسي وما أشعر صار يأخذ مني أيام وليالي ولا أصل لذروة الشعور بالكتابة
ماعدت أستأنس بشيء عاث بي الاكتئاب حتى هشّم جسدي ماعدت أميّز بين حقيقتي وما جعلني عليه هذا الشعور اللعين
-قبس

« مساء الهَوَى، عزيزي الأديب
كُن متأكدًا أنني لم أكن سأواصل
حياتي لولا وجود تفاصيلك في أركانها،
أنتَ الأمل الذي أعادني إلي »
🥬

غارقة في الخيبة لا يكاد عقلي أن يفك عن السؤال
كيف أتخلص من انتظار ردك لاعتباري وعتابي ؟
‏كيف أقنع قلبي المهشم بأنك لم تعد تنتظرني؟
‏و بأني آخر الأشياء بعدما كنتٌ أظن أنني أولها ؟
والحقيقيه هي بأني لا شيء منها
إني لأرجو الرحمن أن يذيقك مراره الشعور ووحشة القلب وبكاء العين ..
لقد ناولتك الاحسان وجازيتني بالخُسران
وما يطمئن قلبي المحطم الا بأن الله يجزي الحُسن بالإحسان وهذا يكفيني

السبت
٢٧ يوليو
يوم روتيني كأحد أيام الاسبوع، روتيني حتى بالشعور
المطر يهطل فالخارج وعيناي تنهمر بالداخل، القرية خضراء زاهية الالوان سعيدة ووجهي شاحب عابس من آثار عاصفة بالليلة الماضية، عاصفة شعورية خلفتها
- الخيبة - وعن أثرها الذي سلب مني الاطمئنان وعن الندبة الذي سيعيش اثرها معي مابقيت وحييت، هل كنت مدرك ياصديقي أن هذه الأمارة بيسار صدري لن تمحى مهما حاولت؟
هل كنت مُدرك أنك آخر محطاتي في الأُنس؟
على كل حال في اللحظات الاولى لم تُحرك بي مقدار شعرة واظن انني اصبت بالصدمة حينها، وبعد لحظات ثانية بدأ الانهيار وكأنني مبنى قديمٌ هرِم، عشت أيامًا كثيرة يتخللها الفقد ولكنها كانت اشد وطأةً على شعوري من هذه الليلة، صحيح أن الفقد والخيبة وجهان لعملة واحدة ولكن أختلافهم بتأثير الشعور؛ في الفقد يوجد حزن ظاهر على وجهك ألم تعيشه مع الجميع دموع لاتخجل من اخفاءها اما في الخيبة يوجد كتمان وندوب وتشوهات بنظرة الذات يوجد حزن ولكنك تخجل من عيشه بينك وبين نفسك يشعرك بالعار، في الفقد تستشعر جميع النعم من حولك على هيئة اشخاص اما الخيبة تخلف فجوة بينك وبين من حولك تسلبك بهجة الحياة، اهذا الذي تباهيت به وقدمته حتى على نفسك؟
اهذا الذي من اجله ذرفت دموعًا لساعات
لأنه يتألم؟
نعم يا هذا أنه هو بذاته لقنني درسًا لن أنساه
مهما عبث الزمن بذاكرتي، من شاركته نقاط ضعفك وعند أول منعطف إنقضّ عليك بها، من سلمتهُ قلبك وانتزعهُ من صدرك دون رحمة، تبًا لحماقتي حين ظننتك زهرة توليب وإذا بك صبار أشواكها سامة، تساؤلات مستمرة طوال الليل يسرقني النوم من بينها وتباغتني الكوابيس فيها، استيقظ مضطربة من الكوابيس ألوذ بجسدي إلى أي شي يخلصني من هذه المشاعر الساذجة
أجد نفسي تحت الماء مع كل قطرة تنسكب تسقط خصلات من شعري ولكن شعوري وأفكاري صامدة، تفلت مني بعد مدة محدودة وأسعد بأنني خالية الشعور صافية الذهن لوقت ليس قليل، وما أن أغادر من تحت الماء حتى يعود كل شيء كما كان، يتلاشى الصفاء شيئًا فـ شيء فأعود محملة بكل ما فرَرت منه
- غيهب